الشاعر فهد عافت والشاعر فهد المساعد لكل منهما تجربته المتميزة، الموثقة بشواهد - ما قدماه للشعر الشعبي - الذي يحمل بصمة لكل منهما تجسِّد ما مؤداه (تميّز) اتفق على حضوره الماثل والجلي للعيان كل راصد، وناقد، ومتلقي - منصف - ومتفاعل حد الانبهار لأصداء شعرهما بذائقته الرفيعة . وفي لقاء مميز بينهما مؤخرا كانت محاورتهما لبعضهما (أشبه بقصيدة يعبق مداد الأسئلة والأجوبة من أريجها) وهي أنموذج - للتقارب المباشر بمودة وإخاء بين المبدعين وتمازج التجارب الناجحة وتلاقح أفكار يحتاجه الحراك الثقافي والأدبي الذي يخص جانب الشعر الشعبي منه على وجه الخصوص، فالشاعر فهد عافت بزغ نجمه في الثمانينيات في الصحافة الكويتية، وحظي شعره بأصداء وتفاعل منقطع النظير بين مجايليه - وكان ولا يزال رقماً صعباً في الساحة الشعبية، وكذلك برز في الأغنية منذ تعاونه مع الفنان القطري علي عبدالستار في قصيدته - وتحفته الفنية الشعرية - (فتنة الحفل) وبرز في الصحافة في أكثر من محطة نجاح كرئاسته لتحرير مجلة (قطوف) ثم إشرافه على صفحة أسبوعية في جريدة عكاظ، ثم عموده الثابت في جريدة الشرق، بالإضافة لأنه يجمع بين الشعر والفكر كمثقف ينهل من معين معرفي غزير في ثوابته ولغته.. وكذلك، فإن الشاعر الرائع فهد المساعد صوت متفرّد في جيله جمع بين الدقة والعمق والمواكبة والحس الاستشرافي في توظيف المعنى وتفعيل جدواه، كما يجب بذكاء محسوب الخطوات ومدروس بتأنٍ، وهو صاحب كاريزما مستحقة توازي تمكنه من القصيدة المشهود له بجماهيريته الكبيرة، وعلى الصعيد الشخصي هو على خلق رفيع ومحبوب من الجميع برز في الأغنية بشكل أنصف تجربته الشعرية الرائعة تجسّد ذلك بأكثر من تعاون فني آخرها قصيدته التي شدا بها الفنان عبدالمجيد عبدالله، وأقام أمسيات عديدة كشاعر جزل مع شعراء جزلين محلياً وخليجياً مثل أمسيته مع الشاعر مساعد الرشيدي في كلية اليمامة وأمسيته مع الشاعر ناصر القحطاني في البحرين، وقد سبق في جماهيريته كثيراً ممن سبقوه في جيلهم وليس مجايليه فقط لأنه متميز بجدارة.