قال سماحة مفتي لبنان الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب القباني لقد فَرَضَ اللهُ تعالى الحَجَّ إلى البَيتِ الحرام في مكَّةَ المكرَّمة على كلِّ مُسلمٍ ومُسلِمَةٍ في العُمُرِ مرةً واحدة، وجعَلَهُ رُكناً من أركان الإسلام قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} وللحَجِّ شعائِرُ ومَشاعِر، والشعائِر هيَ أفعال الحَجّ،ُ وهيَ أركان وواجبات وسُنَن مُفَصَّلة في مواضِعِها من كُتُب الفِقهِ الإسلامي، أما المَشاعِر فَهيَ أماكِن عبادة فَريضة الحَجّ ومَواطِن تلكَ الأركان والواجبات والسُّنَن. جاء ذلك في حديث ل»الجزيرة» عن حُجَّاجُ وعُمَّار بيتِ اللهِ الحرام والمشروعات التي تنفذها المملكة لخدمة الحجيج في مكةالمكرمة ومنطقة المشاعِرِ المقدَّسة، والمدينةالمنورة، وقال: لقد جعلَ خادمُ الحرَمَينِ الشَريفَين المَلك عبدالله بنِ عبدِالعَزيز هَمَّهُ واهتِمَامَهُ الأول خدمةَ الإسلام وخدمةَ مشاعِر الحَجّ المقدَّسة وهيَ كَما قُلنا أماكِن ومَواطِن مَواضِع أَفعال الحَجّ، وتَطويرِها وتَطويرَ مناطِقِها وتجهيزاتِها وخَدَماتِها وطُرُقِها ومَواضِعِ الإقامةِ فيها، ووسائِلِ الوُصولِ إليها والاِتِّصالِ فيها ومنها وإلَيها وبِها، وأَوَّلُها تَوسعَة بيتُ اللهِ الحرام في مكَّةَ المُكَرَّمة والكَعبَةُ المُشَرَّفة وساحَةُ الطَّوافِ حَولَها، ومنطقُة السَّعيِ بينَ الصَفا والمَروَة، ومنطقةُ رَميِ الجَمَرات الثَلاث؛ وتطوير منطقةُ الوُقوف في جَبَلِ عَرَفة؛ وإنشاء قطار المشاعر المقدَّسة؛ والتَوسعة الجديدة للمسجدِ النبوي في المدينةالمنورة قَيدَ التَخطيط والتنفيذ، إضافة إلى كلِّ ذلك يُعتَبَرُ تَطوير شبكات النَقل الجَوِّي والمواصلات والإنارة والاِتصالات والخِدَمات الصحية والاِستشفائية ومستَوى النظافة المُمَيَّز في كلِّ مكان عاملاً رئيسياً في تَوفير راحة وتَسهيل أداء الحُجَّاج والمُعتَمرين شعائرَ عبادَتِهِم. وأكد مفتي لبنان أن: تَوسعة خادم الحرَمَين الشريفَين الملك عبدالله بنِ عبدالعزيز للمسجدِ الحرام التي ستَمتَد على مساحة أربعمِائَة ألف متر مرَبَّع وستَرفَع الطاقة الاِستيعابية للحَرَم المكِّي إلى مليون وستمِائَة ألف مُصّلٍّ في وقتٍ واحِد؛ وتَوسعَتُهُ للمسجد النَبَوي في المدينةالمنورةِ أيضاً في نفس الوقت أكبر تَوسعةٍ في تاريخ المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ كَما يُعتَبَرُ إنشاءُ خادم الحرَمَين الشريفَين الملك عبدالله بنِ عبدالعزيز لوقف الملك عبدالعزيز مقابل الحرَم المَكِّي للجهة الجنوبية أكبَرَ وقفٍ في التاريخ لضخامته وثَرائِه. وأشار الدكتور قباني إلى أن هذا الاِهتِمام الواسع من خادم الحَرَمَين الشَريفَين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظَه الله تعالى بالحَرَمَين الشَريفَين في مكة المكرَّمة والمدينة المنَورة ومحيطِهِما والطُرُق الموصِلة إليهما من كلِّ جهة وتَوسعة وتطوير مناطقهما والحَرَم المحيط بكلٍّ منهما، هوَ نهوضٌ بأمانة رسالة الإسلام التي بدأَها اللهُ تعالى بإنزال القرآن الكريم آخِرِ رسالات الله إلى الناس على النَبيِّ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مكةَالمكرمة، وحَمَلَها الصَحابَةُ والتابعون رضيَ اللهُ تعالى عنهم مِن بَعدِهِ إلى العالَم، وتَحمِلُها وتحميها المملكة العربية السعودية، وهوَ توفيقٌ عظيمٌ من الله تعالى للمملكة العربية السعودية وخادم الحَرَمَين الشَريفَين الملِك عبدالله بنِ عبدالعزيز، وحِفظٌ دائمٌ ومَستَمِرّ من الله تعالى لهذا الدين الذي وَعَدَ بحِفظِهِ بقَولِهِ تعالى في القُرآنِ الكَريم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} نَسأَلُ اللهَ العظيم، رَبَّ العَرشِ الكَريم، أن يحفظَ ويحمي المملكة العربية السعودية وعاصمتَها المقدَّسة مكَّة المكَرَّمة والمدينةالمنورة ملاذاً للإسلام والمسلمين في العالَم، إنهُ تَبارَكَ وتعالَى وَليُّ ذلكَ والقادِرُ عليه.