اللباقة والتعامل اللطيف وحسن الخلق وأدب التوجيه، مهمة صعبة لا يستطيعها من لا يضع في حسبانه، أنّ الناس ليسوا على درجة واحدة من الوعي، والتفريق بين ما هو توجيه وتصحيح مسار، وما هو استهداف لقتل موهبة أو الوقوف في وجه مبدع قادم، وكثير من المشرفين الشرفاء المكلّفين بإدارة منابر الشعر، يقعون في حيرة بين ما لا يمكن السماح به من تجاوز فني وفكري، وما يمكن تجاوزه مع التوجيه اللبق الذي يبني ويرتقي بالموهبة إلى أعلى المراتب. وفي المقابل نجد أنّ بعض المحررين لا يحظى بمودة كثير من طالبي النشر، لكثرة امتناعه عن نشر الكثير مما يصل إليه من محاولات، وقد يقع طالب الوصول أو النشر في حيرة لا تقل عن حيرة المحرر وربما تتجاوزها، حين يسمح له بالنشر وربما الإشادة في منبر ما ومنعه من منبر آخر، بحجة أنّ ما لديه لا يرقى إلى مستوى النشر، حتى انني أذكر كلمة ربما كانت جائرة من محرر حاد الرأي أنّ مطبوعة ما تنشر من سلة مهملاته، ولأنّ المسألة في الأغلب لا تخضع لمقاييس واضحة تُقنع من تُرفض مشاركته، ان عليه طلب الرأي بصلاحية ما لديه من عدمها والقبول به، فإنّ الحال ستبقى على ما هي عليه من حيرة محرر ينشد الجمال وقادم يريد الوصول. [email protected]