قال الله تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى وتزكية النفس إعجاب بالنفس واعتداد بما قدمت مع أم المرء العاقل كلما قدم ما يشيد به الناس ويمتدحونه أحس بالخجل من نفسه أن يتقبّل الثناء على ما يرى هو أنه عمل ناقص يحتاج إلى زيادة في الاهتمام للوصول إلى أدنى الكمال لا الكمال الذي لا يكون إلا لله عز وجل.. وقد قيل: (ليس المبدع من أنبأ عن عمله إنما المبدع من أنبأ عنه عمله) ومطلق هذه المقولة ربما مرّ بمن يسبق الجمهور إلى تزكية ما ينتجه من شعر أو كتابة أو ابتكار أو أي عمل قام به، ولو تابعنا بعض من يجهل أن الثناء في حقه وإنتاجه ليس من مهمته هو، بل من مهمة المتلقي والناقد إذا أدركاً أن لديه ما يستحق الإشادة والإطراء، وإني لأعجب أشد العجب ممن يكيل المديح الممجوج لشعره إما باستهلاله للقصيدة حين يقول إنها من أندر وأثمن وأعظم ما قيل من الشعر وهي عكس ذلك تماماً بدليل أن شاعرها لم ير أجمل مما قال هو. والحديث عن العجب بالنفس وما تفعله يحتاج إلى أكبر من هذه المساحة، ومن يُراقب من حوله من الناس يرى ما يبعث على الدهشة.. أناسٌ ربما لا حصيل لديهم من إبداع أو فضل إنساني ينظرون إلى أعمالهم نظرة المتباهي والمفتخر برغم ما يعتريها من نقص واضح جلي لو قُدّر لناقد منصف أن يضعها تحت مجهر النقد الحقيقي لخجل كاتبها أو فاعلها - إن كان لديه بقية من خجل - من الدفع بها لأسماع الناس وجرح أذواقهم بما ظن أنه إبداع. وقفة: إيليا أبو ماضي لي صاحب دخل الغرور فؤاده إنّ الغرور أخيّ من أعدائي أسديته نصحي فزاد تماديا في غيّه وازداد فيه بلائي يا صاح إنّ الكبر خلق سيء هيهات يوجد في سوى الجهلاء والعجب داء لا ينال دواؤه حتى ينال الخلد في الدنياء فاخفض جناحك للأنام تفز بهم إنّ التواضع شيمة الحكماء لو أعجب القمر المنير بنفسه لرأيته يهوي إلى الغبراء [email protected]