في خضم هذا الطوفان الهائل من الوزن والقافية يتعذر على من يبحث عن الأصيل من الشعر العثور على قصيدة تشبع ذوقه وتأخذه إلى حيث الإدهاش والجمال والإشباع الوجداني، ليس لأن الشعر الجيد قد نضب أو أن الشعراء الحقيقيين انقرضوا، كلا بل المسألة أن مساحة المتاحة لما هو شعر وما هو شعير كبرت وترامت أطرافها وكثر فيها المدّعون وتراجع المبدعون وأصبح من يبحث عن قصيدة تروي ظمأه كمن يبحث عن الماء في لمعة سراب. لقد أصبح للصدفة أو للإشارة من متذوق بارع قد يصادفه عاشق الشعر الجيد الدور الكبير في العثور على القصيدة المقنعة فأغلب الفضائيات والصحف والمجلات والإذاعات تضخ من الشعر ما تيسّر بحسب ما يرد لا بحسب معيار الجودة، ولأن المسألة في كل أدوات إيصال الشعر تفتقر الوعي الحقيقي بالشعر إلى جانب الحرفية الإعلامية المتميزة التي يزدهر الشعر باتفاقهما في عقل ووجدان إدارات تلك المنابر. نحن بحاجة إلى من ترتعد فرائصه كلما أراد أن يقدم للناس شيئا يرتقي إلى ذائقتهم ويرتقي بهم ومعهم إلى الخير والجمال، وواهم وجاهل ومسكين تدعو حالته إلى الرثاء من يظن أن المتلقي بصمته وترفعه عن الإدلاء برأيه فيما يطرح من شعر هزيل متهالك رديء لا يرقى إلى قيمة أدنى النثر مرتاحا لما يقرأ ويسمع ويشاهد. وقفة ل عبدالله اللويحان: الشور ما ينفع قلوب المهابيل كالزند وان حرك تطاير شراره لو تامره بالعدل يعرض على الميل بتل على رايه بربح وخسارة والطبع ما ينزل غيره بتبديل مثل الجدي مرساه ليله نهاره والحنظلة لو هي على شاطى النيل زادت مرارتها القديمة مرارة [email protected]