يبدو أن قنواتنا الرياضية لم تستوعب بعد معنى وماهية الأدوارالمترتب عليها القيام بها لتواكب مثيلاتها الأخريات ولو في الحدود الدنيا، فلسنا طماعين، وذلك عطفاً على ما كرّسته هي في انطباعاتنا من قناعات فحواها (استروا ما واجهتوا)! - سبق أن قلت، وأكرر القول: ليس بيننا وبين قنواتنا العزيزة (خصومة) من أي نوع.. وعند ما استخدم إشارة الجمع (نحن) فليس من باب تضخيم الذات، وإنما إشارة إلى (نحن جمهور المشاهدين). - الإخراج سيء، التعليق أسوأ، الصوت يا كافي البلاء، التركيز معدوم، المهنية والاحترافية (صفر مكعب)!! - المشاهد اليوم يتابع الفضائيات الرياضية المنتشرة عبر الفضاء، ولذلك أضحى يمتلك نظرة وحساسية تمييز الغث من السمين، الجيد من الرديء.. وبالتالي يصبح من الاعتباط محاولة إقناعه بأن ما يشاهده من نقل للمباريات، يمكن اعتباره عملاً احترافياً عصرياً، وليس بدائياً متهالكاً! - على سبيل المثال، وكأقرب الشواهد: - في مباراة الهلال والاتفاق الأخيرة عاد بنا النقل التلفازي سنوات إلى الوراء، ولا حاجة بنا إلى ذكرالتفاصيل! - لن نقف عند (عك) التعليق، فقد بات هذا الأمر داء لا دواء له وعلى اعتبار أنه يمكن الاستغناء عنه بكتم الصوت والاكتفاء بالمشاهدة شريطة أن يكون النقل والإخراج على درجة عالية من الإتقان والاحترافية، عندها يصبح لا ضرورة للصراخ والثرثرة، و(رش) المعلومات الملفقة، غير أن المصيبة هي إذا كان كل منهما أسوأ من الآخر! - أي قناة فضائية رياضية تفشل في مهمة نقل مباريات كرة القدم تحديداً، نقلاً مواكباً لتطورات العصر وتقنياته، لن يكون لها أي نصيب من الذكر الحسن حتى لو أحضرت (أوبرا ونفري) مذيعة، واستضافت نجوم العالم عن بكرة أبيهم كضيوف في برامجها الحوارية والاستعراضية! - أخشى ما أخشاه أن تكون الممارسات التي نشاهدها بحق الهلال تحديداً من قِبل قناتنا العزيزة إنما هو أحد صنوف العقاب، أو الكيد، أو العناد.. وهنا تصبح المسألة مدعاة للشفقة لا للتعجب والتساؤل. هوّنها، يمكن تهون!! جماهير الزعيم غاضبة ويحق لها أن تغضب. - فهي لم تعتد على مشاهدة الفريق العملاق على هذه الشاكلة من (الوهن) الأدائي والنتائجي! - قلقة ويحق لها أن تقلق. - فنادي (القرن) على مشارف خوض معمعة دور الثمانية من دوري أبطال آسيا، ومع ذلك فهي غير مرتاحة، وغير مطمئنّة إلى قدرة الزعيم الآسيوي على المضي بعيداً في هذه المسابقة طبقاً لما تشاهده من (وهن) أدائي مقلق لا سيما إذا وضعنا في حسباننا بأن مباريات الأدوارالمتبقية من المسابقة الآسيوية، هي مباريات (كسر العظم) وبالتالي فإن تجاوزها يتطلب قدراً كبيراً من التأهيل القوي المرتكز على وفرة الحلول الفنية وتنوعها. - الزعيم لا ينقصه شيء كي يكون حاضراً، ببعض، أو بكامل هيبته وبالتالي يقول كلمته.. عناصرياً، هو متخم بالنجوم، إدارياً، هو محسود على إدارته، تدريبياً، يشرف عليه أحد عتاة التدريب في أوروبا. - إذاً: هو بحاجة إلى كسر عقدة التخوف غير المبرر التي تنتابه مع بداية الموسم وبخاصة الموسمين الأخيرين. - ثمة نقطتان هامتان يجب على الفريق مراجعتها مراجعة دقيقة وجديّة: - الأولى: معالجة إهدار الفرص المحققة، ولن يتحقق ذلك إلاّ من خلال مشاركة عناصر خط الوسط في الهجمة مشاركة فعالة والتخلص من الكسل والفردية. - الثانية: التركيز عندما تكون المباراة في دقائقها الأخيرة، وتجنب ارتكاب الأخطاء القاتلة في أماكن خطرة، وإذا حدث شيء من هذا على طريقة ( مكرهاً أخاك لا بطل)، فلا أقل من التركيز في مسألة التغطية الصحيحة، وعدم تمكين عناصر الفريق المنافس الخطرة من أخذ راحتها في التمركز أمام المرمى كما حدث في لقاء الاتفاق الأخير. - وعلى الجماهير الهلالية تكثيف دعمها للفريق، مع الترشيد في لومها بحيث لا يتحول إلى ضغوطات خصوصاً وأننا في بداية الموسم، ما يعني إمكانية تعديل وتصحيح المسار إلى الأفضل (إن شاء الله).