زحمة.. أي نعم إنها زحمة.. ثلاثة.. بل أربعة تجاوزا.. بل وتخطوا حاجز الأربعين نقطة، إذا قبلنا بالاتفاق ب 39 نقطة، والأهلي أولا ب 45 وهو لم يكن في هذا الموقع المتقدم منذ سنوات طويلة، يطارده الشباب ب 44 نقطة، فالهلال ب 40 نقطة ثم الاتفاق، أما البقية فهم مجرد سيرك - عفوا - أو هم يكملون بقية أدوات ومفردات دوري زين السعودي، والذي هو بالمناسبة، ولست أدري أكان ذلك لايزال صحيحا عربيا على الأقل، أفضل أو أقوى دوري كما يحلو لبعض الزملاء الإعلاميين في الوسط الرياضي أو الرياضيين بعامة أن يسموه. دوري زين هذه النسخة الحالية لا يخلو من مفارقات وأعاجيب، وأولها أن فريق الأنصار القادم من المدينةالمنورة لم يتحصل سوى على نقطة يتيمة واحدة حتى الآن، بعد أن كاد يودي بالاتفاق الذي تعادل معه بشق الأنفس في الدقائق الإضافية، ويمكن القول انه أبعده نسبيا من المنافسة، وثانية الأعاجيب أو الملاحظات على دوري زين هو أن اثنين من عمالقة هذا الدوري، وهما الاتحاد والنصر ظهرا بصورة أدائية ونتائجية ضعيفة جدا مما تسبب في عزوف جماهير الناديين وغضبها، وتوالي الإشكاليات وتغير المدربين، والتخبط في التعاقدات المحلية والأجنبية مع لاعبين يضمون بطرق اقل ما يقال فيها إنها لا تلبي طموحات جماهير العالمي أو العميد. ثالثة مفارقات دوري زين الحالي هو قدرة أندية الوسط الممثلة في الفتح والفيصلي ونجران والقادسية على حصد عدد كاف من النقاط يقيها من أي تهديد بالهبوط، وبالتالي فهذه الفرق تعيش في المنطقة الدافئة، وتلعب مباريات قوية مع فرق المقدمة، واستطاعت في اغلب الحالات أن تكسب فرق المؤخرة بسهولة، مما ساعدها على البقاء في هذه المراكز الوسطية. رابعة المفارقات تجلت في تدني مستوى ونتائج فرق القصيم حتى الآن، ووجودها بشكل واضح ضمن فرق المؤخرة، وهو وضع يختلف عما كانت عليه هذه الفرق في الماضي، و التي تملك إمكانات تكاد أن تكون متشابهة مع فرق الوسط من حيث العناصر والقدرات المالية والتنظيمية والإدارية والتدريبية، ويبدو أنها قد أمنت على مكانتها في المواسم الماضية، وبالتالي فقد دخلت معمعة الدوري هذا الموسم وقد اتكلت على رصيدها الأدائي والنتائجي السابق، ولم تقدم مستويات أو تحصد نتائج مقنعة هذا الموسم. المفارقة الأخيرة هي فريق نادي الأنصار الذي يعد بحق مفاجأة الدوري السلبية، إذا أردنا أن نقول إن الأهلي كان مفاجأة الدوري الإيجابية في رأي كثير من المراقبين المحايدين. الأنصار يبدو وكأنه وقد ابتعد لسنوات عن دوري زين لم يحسن حقا التحضير لفعاليات هذه المسابقة القوية، ولم يعد فريقه، لا فنيا ولا إدريا أو عناصريا بالطريقة المناسبة، وها هو ذا يدفع الثمن غاليا في صورة إشكاليات وتداعيات إدارية وجماهيرية وعناصرية متتالية، وسوف يكون وضعه صعبا في المستقبل، حيث اقتربت المنافسة من نهايتها، ومن غير المحتمل أن يغير من أوضاعه أو ترتيبه الأخير، والذي يبدو أنه سيواصل السير فيه حتى النهاية. دوري زين .. دوري جيد.. ومشوق.. ومثير إلى حد ما، حفلت نسخته الحالية بالكثير من المعطيات والمؤشرات، ولسنا في هذه العجالة في صدد قراءة فنية نقدية لهذه النسخة ، وإنما هي محاولة استطلاعية، يمكن البناء عليها وتطويرها فيما بعد للخروج بدروس ومؤشرات مستفادة عن فعاليات ومؤشرات زين الأخيرة.