أتابع باهتمام شديد هذه الأيام ما يدور حول نقل الدوري المصري فضائياً بشكل حصري لقناة تجارية كون أن ذلك سيشكل منعطفاً في تاريخ الأندية المصرية بكل تأكيد، المصريون اتخذوا أسلوباً مميزاً في التفاوض، النقل الأرضي سيكون مجاناً ويحق لكل مواطن مصري متابعة الدوري المحلي بكل سهولة بالنقل التقليدي (الحكومي) دون أي امتيازات أخرى، بينما في البث الفضائي سيكون حصرياً مدفوع الثمن وستتسابق الشبكات الفضائية الخاصة لنقل الدوري مع توفير كل الإمتيازات من تعدد قنوات والنقل بواسطة كاميرات رقمية (ديجتال) مع الاستعانة بخبرات عالية في مستوى التعليق والتحليل . قد يكون هذا هو الحل المجدي لنا أيضاً في حقوق بث البطولات المحلية، فإعطاء أي قناة خاصة حقوق النقل الحصري الفضائي لكل المباريات كفيل بإحداث نقلة كبيرة سواء في طريقة بث النقل أو في العائد المادي والإعلاني الذي قد يضخ مبلغا يقارب من مئة مليون ريال في سنة واحدة وأترك لكم تخيل الحال الذي ستكون عليه أنديتنا خصوصاً الصغرى منها والتي تعاني الأمرين في الوقت الحالي في جانب تسيير أمورها المادية. الآن أكثر ما يشغل المتابع الرياضي هو نقل المباراة تلفزيونياً، أحياناً يصل الأمر إلى نفس يوم المباراة والجماهير تترقب نقل المباراة من عدمها، بل حتى أن نقل اللقاء يختلف من مدينة لأخرى، فحين تشاهد مباراة منقولة في جدة ثم تشاهد لقطات من مباراة تقام في الدمام مثلاً .. يخيل لك أن كل مباراة تخص بطولة مختلفة وليست ضمن بطولة واحدة فلا يوجد في الإخراج مدرسة موحدة، تارة تجد نتيجة اللقاء في الزاوية اليسرى وتارة تجدها في اليمنى .. وأحياناً تجدها بلا نتيجة. هذا أمر لا يمكن السيطرة عليه بكل تأكيد، إلا حينما يخصص النقل لقناة واحدة فقط تضع لها منهجية وأسلوب نقل خاصا بها لتزيح الفروقات في النقل بين المدن لتظهر بشكل موحد احترافي. الدوري القطري الآن مستواه وإثارته لا تعادل ماهو موجود في الدوري السعودي ، إلا أن القطريين خصوا النقل بقناة واحدة باسم (قناة الكاس) على مدى 24 ساعة، تعاد فيها المباريات بين الحين والآخر وتخصص برامج لعرض أهداف الجولة وبرامج متنوعة تخص الدوري وحده بنقل تلفزيوني جميل وبأسلوب موحد وبكاميرات رقمية عالية الجودة تجعل من متابعة المباريات والبرامج أمراً ممتعاً، بينما لدينا الحال مختلف تماماً فبرنامج كل الرياضة في القناة الرياضية لا يوجد له موعد ثابت لذلك حينما لا تنقل مباراة بشكل مباشر يزيد من صعوبة عرض أهدافها، على سبيل المثال .. انظر مدى صعوبة مشاهدة هدف فريق الطائي في الهلال، بل انظر مدى صعوبة تذكر أهداف الجولتين الأولى والثانية، الأمر لدينا صعب جداً فأوربت تنقل مباراة .. والرياضية تنقل أخرى وتضيع أرشفة الأهداف بين القناتين مما يعني صعوبة إيجاد برامج خاصة بذلك، كل ما أرجوه ونحن ننتظر نتائج مناقصة نقل الدوري خلال الشهر القادم أن تستطيع القناة الرابحة نقل جميع المباريات بما فيها اللقاءات التي تنقلها القناة المحلية. في نهاية الأمر المشاهد حينما يشاهد المباراة المنقولة على قناة خاصة بجودة نقل أعلى وبتعليق أكثر تميزاً وبمخرج عملي لا يركز على عرض صور أصدقائه بين الحين والآخر، كما نراها عادة من المباريات المنقولة من جدة، في نهاية الأمر المشاهد سينتقل للقناة الخاصة وسيدفع بحثاً عن التميز، فيما من لا يرغب البث الفضائي لسبب أو لآخر لن يكلفه الأمر سوى تركيب (إريل) والتمتع بجودة البث الأرضي! سلطة الجماهير كما هي حال الحلقة المميزة التي عرضت في (طاش ماطاش) هذا الموسم باسم «سلطة الجماهير»، الحال ينطبق تماماً على بعض الكتاب الرياضيين الذين يبقون تحت سلطة الجماهير ويحققون مطالبهم، ولتعرف توجههم وكيف استقراؤهم للمواضيع والأفكار عليك التوجه إلى منتديات ناديهم المفضل، حيث إن مثل هؤلاء الكتاب يقرأون ما يريده جمهور الفريق ومن ثم إعادة صياغة تلك المعلومات وطرحها باسلوب جديد، ولا أكثر من احتفالية جمهور النادي بمقال الكاتب في اليوم التالي إلا دليل على أن هؤلاء الكتاب يطرحون آراءهم من منطلق (ما يطلبه الجمهور). [email protected]