لم تُخفِ ابتسام محمد نفورها من التعامل مع المستوصفات الحكومية، فهي ترى أن تلك المستوصفات تفتقر لأقل وسائل الرعاية الطبية.. «راجعت مرة مستوصف الحي لطلب تحويلي لمستشفى حكومي للنساء والأطفال، ولكن الطبيبة الوحيدة في المستوصف رفضت طلبي بحجة أنها لا تقل كفاءة عن نظيرتها هناك» تقول ابتسام، مشيرة إلى أنها رضخت للأمر الواقع، وصعدت إلى سرير الكشف المتهالك، ولما لاحظت أن الكشف لا يتم بوجود غطاء، استفسرت عن الأمر من الطبيبة، لتجيبها بلا مبالاة: يمكنك استخدام عباءتك. «ليست هذه كل المشكلة» تضيف ابتسام: «فالعيادة تخلو من أي أجهزة يمكن استخدامها في الكشف والتشخيص، وكل ما فعلته الطبيب .. هو الضغط على منطقة البطن، ثم شرعت في وصف الدواء». وتشير ابتسام بحسرة إلى أنها لم تتجه إلى الصيدلية، بل جعلت وجهتها صوب مستشفى خاص، هربا من المجازفة بصحتها. كان ذلك الحديث مدخلاً لما أردت الخوض فيه، فقد لمست عن قرب شكوى أسر كثيرة من المستوصفات الحكومية، وانعدام الثقة فيها، بل لقد أجمعت سيدات التقتهن «أوج» على سوء أوضاع المستوصفات الحكومية التي يبلغ عددها 2094 في جميع أنحاء المملكة حتى عام 1431ه. حسرة على الماضي من جانبها قارنت أم خالد بين حال المستوصفات الحكومية في بداية ظهورها وحاليا، وقالت في أسى وحسرة على الماضي إن الخدمة كانت جيدة فيمات مضى. «المريضة كانت تمر على الممرضة لقياس درجة حرارتها ووزنها وتسجيل كافة المعلومات قبل الدخول على الطبيبة، أما الآن فلا بد من جولة على جميع الغرف للبحث عن الطبيبة أو موظفة الملفات». وأعربت أم خالد عن عدم رضاها عن الخدمات الطبية في هذه المستوصفات، لكنها قالت إنها الخيار الوحيد أمامها، فهي لا تستطيع دفع تكاليف الكشف في القطاع الخاص. نظافة ولكن أما منيرة صويلح فقد أشادت بنظافة المركز، لكنها استدركت: «الموظفات الكثيرات ينقصهن التعامل الجيد مع المراجعات، بل وحتى مع بعضهن البعض»، مشيرة إلى أن التعامل غير الحسن كثيراً ما يحدث أمام المراجعات، ما يجعل هؤلاء المراجعات ينفرن من هذا المركز. «ثم ان الأدوية في الصيدلية تقتصر على أنواع معينة، مثل المضاد الحيوي الذي يتم صرفه بكرم زائد مع ما له من مضار ، وكذلك خافض الحرارة، واعتقد أنهم يصرفونها لكل مراجع» تختتم صويلح حديثها. بؤرة للأوبئة وبلهجة هجومية تكسوها المرارة.. تصف فايزة الشهري المركز الذي تراجعه بأنه مكان لنشر الأوبئة. «إنه يفتقر للنظافة، كما يفتقر للرقابة من قبل وزارة الصحة». وتضيف: «أول ما يقابلك عند البوابة صندوق الشكاوى والاقتراحات، وقد وضعت عددا منها، لكن دون أي أثر، الله وحده يعلم أين يذهب ما نكتبه». محاولات فاشلة وسعينا إلى الاتصال بالدكتور خالد مرغلاني مدير الإعلام الصحي والتوعية الصحية بوزارة الصحة، حيث كان الهدف طرح ملاحظات المراجعات لمستوصفات الوزارة عليه، لكن محاولات الاتصال باءت للأسف بالفشل، لذا فلم نملك سوى الاكتفاء بحصيلة هذه اللقاءات. الجدير بالذكر أن عدد العاملين بهذه المستوصفات يبلغ 31717، منهم 6818 سعوديا، ومن بينهم 2653 طبيب أسنان منهم 1068 سعوديين، و 75978 من الممرضين بينهن 37009 من السعوديين والسعوديات، إلى جانب 1790 صيدلياً منهم 1406 سعوديين وسعوديات.. أما نسبة الأطباء إلى السكان فتبلغ 11.6 طبيب لكل 10 آلاف نسمة.