مركز حوار المذهب الذي أوصى به خادم الحرمين في المؤتمر الإسلامي الذي عقد ليلة السابع والعشرين من رمضان في رحاب مكة ومن جوار بيت الله العتيق هو تيمناً بما فعله الصحابة حين رفعوا المصاحف على أسنة الرماح حيث السعي الحثيث لدرء الفتن وحقن الدماء وإطفاء نار الصراع بين أبناء الأمة الإسلامية. تنطلق المملكة بدعوتها لحوار المذاهب من تجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي أُسس عام 1424ه من أجل درء الفتن الداخلية وإطفاء نار الخلافات الداخلية بين الأطياف السعودية والتي كانت تمور وبصمت ومن تحت الطاولة حتى إننا في فترة بواكيرنا كنا نقول إننا مجتمع بلون واحد وفكر واحد وكنا نظن هذا حسناً. جاء إنشاء المركز ليؤكد رغبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكمته في أن تعبر كل الأطياف عن أفكارها وآرائها وأن يجلس المختلفون على طاولة واحدة ليظهر المجتمع السوي المختلف برقي وقد تحققت الكثير من الطموحات وبإمكان المركز أن ينجز الكثير فيما لو ركّز على القضايا الفكرية التي هي محط الصراع الثقافي والاجتماعي في الساحة السعودية. أتوقعُ أن يعمل مركز حوار المذاهب على تضييق هوة الاختلاف من خلال البحث في النقاط المشتركة ونشرها وأن يسعى إلى تأكيدها وإبرازها وإحلالها مكان التباين في ذهنية المجتمعات الإسلامية تماماً مثلما يعمل مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان في فيينا، الحوار قيمة كبرى وصيغة حضارية للبحث في المشتركات الإنسانية وتنميتها وتوسيع مساحة الاهتمام بها. النفخ في نار الفرقة والاختلاف وتأجيج الطائفية ليس من الدين ولا الوطنية في شيءٍ ولرب كلمة أشعلت حرباً وأسقطت آلاف الضحايا ولرب كلمة حقنت دماء أبرياء وأطفأت فتنة، فاللهم بارك لنا في حكمة قائدنا وادم علينا استقرارنا ووحدتنا الوطنية. [email protected] Twitter @OFatemah