يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لوكان الفقر رجلا لقتلته) وقد يكون الفقر قاتلا للهمة مثبطا للطموح موهن للعزيمة، وقد يكون باعثا ومحفزا على إذكائها واشعالها فلكل نفس طبيعة تتحكم في محفزاتها ومثباطاتها، وقد لا يكون قدر فقير ان يبقى كذلك مدى العمر، فعدم الاستسلام وبذل الأسباب بعد الاتكال على الله امر مطلوب بل واجب مُلحّ، ومن يقرأ تاريخ العظماء يجد ان الكثير منهم خرجو من تحت عباءة الفقر ولكنهم لم يقبلوا ان يقضي الفقر والعوز والحاجة على كنوز انفسم التواقة إلى التغيير ولان الشعر له مقاييسه الخاصة ونظرته المتفردة للاشياء والحياة يرى الشعراء الفقر بعيونهم التي فحصت وعكست ما رأته على (مرايا) عقولهم التي ترجمت ذلك شعرا: يقول عبد الله البردوني: أعزّي الفقير وأرثي الغنيّ على عجزه وأهنّي القدير أعزّي الجميع وأهوى الجميع ومحتقر الناس أدنى حقير يضيق الفقير ويشقى الغنيّ فلا ذاك بدع ولا ذا نكير فذا يشتهي لم يجد بلغة وهذا يعاف الغذاء الوفير و يخفي وراء الطلاء الأنيق صدوع الحنايا وخزي الضمير فومض السعادة من حوله كومض الأشعّة حول الضرير فكم مترف مبتلى بالألوف وكم كادح هانيء باليسير ويقول عبد الغني النابلسي: كن غنيا في صورة الفقراء لا فقيرا في صورة الأغنياء ومرادي بالفقر ما كان فقرا دنيويا للأخذ والإعطاء لا مرادي بالفقر لله ربي ذاك فقر ما إن له من عناء ذاك عز بدون ذل وعلم فاصطبر إنه لخير بلاء وتمسك بربك الحق واقنع بالتجلي في سائر الأشياء ويقول سليمان الهويدي: لا واهني الي رصيده ملايين وامضاه في راس القلم يقبلونه هذي الحياة الي لها الناس شفقين من غر منها يا حياة المهونه اشوى من الي ياخذ الدين بالدين وطّلابته راس الشهر يبلشونه ومع الفقر عنده بزور ونساوين يبون حاجتهم ولا يعذرونه يقضي معاشه مامضى الشهر يومين الفقر شيبّه وشيب عيونه عايش ولكن عيشة الفقر مسكين كنّه مصخن وهو مابه صخونه يا الله ياقابل صلاة المصلين انك تقوم بعوننا ثم عونه ويقول عبد الله بن دويرج: مضى العمر انا والفقر يا شعيل حطّ وشيل انا اقواه يوم وباق الايام يقواني ادير الروابع لين يقبل سمار الليل الى رحت مع سوق ٍ ابغديه لاقاني قلبني وله مع ساقتي مثل رجد الخيل على وصلتي للباب والاه يتناني تنابزت انا واياه ثمٍ نخيت شعيل بكا الورع ماله حيلةٍ منه ياقاني وذي حالة الدنيا متى ما اجنفت بالميل لقيت الحصيني يفرس الذيب سرحاني ويقول سليمان المانع: وحيد بالليل تلبسني عذاباتي أبحث عن إنسان في الظلمة يحاكيني الجرح والحزن والدمعة محطاتي والخوف والفقر والغربة عناويني يبعد رجايا وتقصر غصب خطواتي وأموت من ليل يجرحني يبكيني ويقول عبد الرحمن الشمري: الفقر لذة في عيون الهوامير شوفوا اشلون بفقرنا شاركونا حسرة قليل المال بكفوفهم غير ولو هو ذهب يمدي خذوه وخذونا