في اجتماعي به تطرقنا إلى الحديث عن التناقض العجيب الذي نراه ونلمسه في حياتنا اليومية ، واكتفينا بالحديث عن قضية الغنى والفقر. قال محدثي: ألا تخبرني عن السبب الذي من أجله نجد أن هناك فقراء وفي المقابل أغنياء؟ فقلت له: يا أخي ألم تعلم وتقرأ بأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله). وألم تعلم وتقرأ بأن الله سبحانه وتعالى: يعزّ من يشاء ويذّل من يشاء ، ويعطي من يشاء ويحرم من يشاء ، ويعذّب من يشاء ويغفر لمن يشاء .. إذن كل هذا وذاك بإرادة الله عز وجل ولا دخل لأي مخلوق في ذلك. قال وهو شارد الذهن .. وضحّ أكثر؟!! فقلت له: ألا ترى بأن هناك أسراً تعيش تحت المكيفات في فصل الصيف لتبريد الأجواء الشديدة الحرارة ، وبالقرب من الدفايات لتدفئة الأجواء الشديدة البرودة في فصل الشتاء ، وأخرى تعيش تحت لهيب الحرارة في فصل الصيف والبرودة القارسة في فصل الشتاء .. ألا ترى بأن هناك من يسكن الدور والقصور وهناك من يفترش الأرض ويلتحف السماء .. ألا ترى بأن هناك من يأكل اللحوم الطازجة والخضروات الجيدة والفواكه المشكلة كل يوم وأخرى تأكل اللحوم المثلجة والخضروات والفاكهة شهوراً طويلة وربما لم تأكلها في حياتها. وهنا قاطعني محدثي قائلاً: لابد إذن أن نعترف بهذه المتناقضات وأن لا ننكر وجودها في حياتنا وأن نحمد الله عز وجل على ذلك. - أحبائي - فعلاً لابد من أن نحمد الله عز وجل ليل نهار وسراً وعلانية وأن ننظر إلى اخواننا وأخواتنا الفقراء والضعفاء والأرامل والأيتام ونساعدهم قدر الامكان وأن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً وما أحوجنا للرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه ونفهم معانيهما والله من وراء القصد. همسة: قال سيد البشر صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى).