الصحافة والصحفيون دائما يتحدثون – مشكورين – عن الاحتياجات لكن الحديث.. نفسه لا يكون بنفس القوة عن الرفاهية والرخاء والمرفهين في الأرض! طبعا سوف يقول بعض القراء الأفاضل «كل إناء بما فيه ينضح» ولأنك أي – أنا – «مرفهة» أتحدث عن الرفاهية والرخاء وأرد عليهم.. إذا كانت الرفاهية «تهمة» ليتني أتلبسها من رأسي إلى أخمص قدمي فهي التهمة الوحيدة التي لا يود المتهم بها أن يكون منها براء!! أو يود الخلاص منها!! اتهموني بس رفهوني... وما عليكم بأس!!! غير أني أكتفي بالقول يعلم الله مالا تعلمون.. ولا أنفي التهمة إن كانت تهمة لأني أريدها أن تنطبق علي انطباقا تاما ولن أصرخ - أعدكم – أطالب بالانفلات منها!! بل شرف أدعيه وتهمة لا أنفيها!! والمؤسف أني لا دخلت قائمة المرفهين الأثرياء المعلن عنها ولا حتى لوح لي منها منديل أحدهم!! على طريقة بعض النساء اللواتي خرجن يتباهين بمذكراتهن كنت ليبرالية وذاك الليبرالي راودني وكنت علمانية وذاك صوت لي!! أنا لا كنت ولن أكون ومن ينظر للآخرين عليه أن ينظر في نفسه أولا... فلا أحد يقترب من الدجاج بالسكين يلتهمه إلا إذا كان أمامه... على طبق وليس من ذهب!! ومن قرع الأبواب يسمع الجواب! أو ربما يقول البعض إن الرفاه والرخاء والمرفهين لا يحتاجون الحديث عنهم وهم في غنى عن فزعة الصحافة والصحفيين فلا هم قد ناموا ليلة من غير عشاء!! ولا هم مشغولون بلقمتهم وكسوتهم وراحتهم فهي دائما متوفرة.. نحن نتحدث عن الرفاه مقترنا بالأشخاص فقط!! ننظر إلى الأفراد ولا ننظر إلى المجتمع!!.. وهو الأهم فالقضية بهذه المسألة أن لدينا أفرادا مرفهين لكننا لا نتحدث هل المجتمع مرفه؟! وبقدر ما هو ظاهر التناحر والتباغض وتبادل الكرات بين من نسميهم فئات النخب فيقولون هذا ليبرالي وهذا صحونجي وهذا متطرف وذاك متحرر صار أيضا معيار الفقر والغنى من العلامات الفارقة فيقولون الأغنياء مرفهون والفقراء جائعون! وهذه طريقة حسابية خاطئة فليس الغني مسؤولا عن الفقير مسؤولية مباشرة بل المجتمع ما ينبغي الحديث عن رفاهيته ورخائه حتى يعم ولا يخص! فلابد من أغنياء فلماذا شحن الأجواء ضدهم وتحريض القلوب عليهم وتعليم كراهيتهم والنفور منهم كما يجري حاليا إنما ما هي الحدود المطلوبة لمجتمع يعترف الجميع برفاهيته ورخائه؟! في حين أن المجتمع وسط هذه الأجواء تتجاذبه الأطراف ولا أحد يقول ماذا علينا أن نفعل لمجتمع يكون مرفها وعلامات الرخاء فيه تظهر!! فقضية الرفاه والرخاء لا ترتبط بالأموال فقط بل ارتباطها الأقوى والأهم بالأفكار التنموية وبالإرادة الإنسانية وبالحب الوطني الخلاق. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة