استمرت المعارك للسيطرة على حلب في شمال سوريا بين المجموعات المقاتلة المعارضة والقوات النظامية التي تقصف أحياء المدينة برا وجوا، بينما ما زالت المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة السورية متعثرة. ففي القاهرة، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا عقده أمس الأحد في جدة حول سوريا، من دون إعطاء أسباب للارجاء. وأعلن السبت عن الاجتماع «لبحث العمل السياسي» الذي يمكن القيام به بعد استقالة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان وذلك قبل 48 ساعة من قمة إسلامية استثنائية بدعوة من المملكة العربية السعودية التي تحاول استنفار الجهود لإيجاد حل للوضع السوري. ورجح دبلوماسيون في الأممالمتحدة أن يخلف وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي أنان في مهمته. وعلى الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحياء الشعار وطريق الباب والصاخور ومساكن هنانو في شرق حلب وبستان القصر في غربها تعرضت السبت لقصف من القوات النظامية السورية. كما أشار إلى قصف مماثل على مناطق في حي صلاح الدين «بالتزامن مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة». وقال المرصد إن «الاتصالات مقطوعة بكل أشكالها عن مدينة حلب ومناطق واسعة في ريفها منذ فجر أمس». وفي الوقت نفسه، تستمر العمليات العسكرية في مناطق أخرى من البلاد، لا سيما في ريف دمشق ودرعا (جنوب) وحمص وحماة (وسط). وقد قتل فيها الأحد 13 شخصا، بينهم سبعة عناصر من قوات النظام استهدفهم مقاتلون معارضون، أحدهم في ريف حلب، والستة الآخرون في استهداف قافلة للقوات النظامية قرب بلدة خربة غزالة في درعا صباحا. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض وناشطون قوات النظام السوري «بإعدام عشرة شبان» مساء السبت في حي الشماس في جنوب مدينة حمص بعد اقتحامه. واتهمت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل إيران بالمشاركة في عمليات النظام، منذرة «برد قوي جدا في قلب النظامين الإيراني والسوري». وسبق الاقتحام قصف وإطلاق نار كثيف استمر أكثر من 24 ساعة، بحسب المرصد وناشطين. وقتل 148 شخصا في أعمال عنف في سوريا السبت بينهم 85 مدنيا. وقتل أكثر من 21 ألف شخص في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار/مارس التي تطورت إلى نزاع مسلح دام. وفيما يخص الانشقاقا, قال مصدر من المعارضة السورية أمس: إن نائب قائد شرطة محافظة حمص انشق وتوجه إلى الأردن مما يقوض من مساعي الرئيس بشار الأسد للإبقاء على أركان الدولة. وقال المسؤول من المجلس الثوري الأعلى من العاصمة الأردنية عمان إن العميد إبراهيم الجباوي عبر الحدود إلى الأردن. إلى ذلك, وصلت البعثة الطبية الفرنسية العاجلة أمس إلى مخيم اللاجئين السوريين في محافظة المفرق شمال الأردن على الحدود مع سوريا، حيث أكد رئيس البعثة أنه لايشعر بالقلق بشأن المهمة التي بدأت بتقديم خدماتها إلى ضحايا النزاع في سوريا اعتبارا من مساء أمس. ووصلت البعثة الفرنسية التي تضم 85 خبيرا وطبيبا وعسكريا إلى مخيم الزعتري الذي يضم أكثر من خمسة آلاف لاجىء عند تمام الساعة السادسة صباحا (00،03 ت غ) حيث بدأ أفراد البعثة على الفور بنصب الخيم والمعدات في أرض تقدر مساحتها بخمسة آلاف متر مربع في الجانب الأيسر عند مدخل المخيم بالقرب من البعثة الطبية المغربية.