بعد مرور أسبوع على الاشتباكات في مدينة حلب بشمال سورية التي تشتد حينا وتخف أحيانا، واصل الجيش السوري النظامي استقدام تعزيزات إلى هذه المدينة تمهيداً لشن هجوم كبير من أجل استعادة الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، في حين أعربت الولاياتالمتحدة أمس عن مخاوفها المتزايدة من احتمال وقوع (مذبحة) وشيكة في مدينة حلب السورية. وتسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية أمس بمقتل 119شخصاً هم 56 مدنياً و29 مقاتلاً معارضا ومنشقان اثنان و32 جندياً نظامياً. وافاد مصدر أمني وكالة فرانس برس بان (تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت الأربعاء والخميس من الجهة الشرقية للمدينة كما وصلت قوات إضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل اليوم الجمعة أو غداً السبت) على حلب. وأوضح المصدر ان (1500 الى 2000 مقاتل وصلوا أيضاً من خارج المدينة لدعم حوالي 2000 مقاتل من المتمردين موجودين في المدينة) مشيراً إلى ان هؤلاء ينتشرون في الأحياء الجنوبية والشرقية على أطراف حلب ولا سيما صلاح الدين والجوار. وتوقع الجيش السوري الحر كذلك حصول الهجوم بحسب ما قال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر العقيد عبد الجبار العكيدي لوكالة فرانس برس في اتصال عبر سكايب. وكتبت صحيفة (الوطن) السورية القريبة من السلطات أمس ان حلب ستكون المعركة الأخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الإرهابيين فيها ستخرج سورية من أزمتها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند: (نقوم بكل ما في وسعنا لتكثيف الضغط على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد لمواجهة احتمال وقوع مذبحة من هذا النوع). وأشارت إلى أن الحكومة السورية لديها دبابات (مصطفة خارج حلب) و(طائرات) أيضاً الأمر الذي وصفته بأنه يمثل (تصعيداً خطيراً في الصراع). وقالت: (إننا نتحدث حول هجوم على شوارع مدينة ضيقة مليئة بالمدنيين). سياسياً وقع معارضون سوريون أمس الخميس في روما نداء مشتركاً من أجل حل سياسي للنزاع في سورية مطالبين بوقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين والمصالحة الوطنية. وقال الموقعون ال 17 لهذا النداء الذين ينتمون إلى 11 تجمعاً وهيئة سورية معظمها من داخل البلاد انهم يرفضون تحول سورية (ساحة للصراعات الدولية والإقليمية). وفي الدوحة أكد رئيس المجلس الوطني السوري د. عبد الباسط سيدا أمس حيث عقدت الأمانة العامة للمجلس أهم اجتماعاتها أكد أن الوقت قد حان لتشكيل (الحكومة الانتقالية) لكن سيتم بحثه بعمق من قبل المجلس الوطني السوري كما لابد أن يناقش مع مختلف فصائل المعارضة السورية والقوى الميدانية خاصة على الأرض وقال لا بد أن نتمكن من تشكيل حكومة مؤقتة قوية قادرة على القيام بالمهام المطلوبة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سورية. وأكد سيدا أن اجتماع الدوحة بحث أمس هيكلة المجلس الوطني وذلك في سبيل تفعيل المجلس ووضع القواعد والآليات التي من شأنها فتح الباب أمام مشاركة أوسع من قبل مختلف فصائل المعارضة السورية إلى جانب منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية السورية. كما تطرق الاجتماع للأوضاع المستجدة مثل ما بعد الفيتو المزدوج في مجلس الأمن والنتائج التي تمخض عنها الاجتماع الوزاري في الدوحة وجملة قرارات سيتم تناولها ووضع تصور حولها إلى جانب التطورات على الأرض في حلب ودمشق. وحول المبالغ التي حددتها الجامعة العربية (مائة مليون دولار) لإغاثة الشعب السوري قال سيدا إننا نحتاج شهريا حوالي 145 مليون دولار كحد أدنى ولدينا مليونا نازح.