انتهت أمس فترة التسجيل الصيفية للاعبين المحترفين، وحسب ما أتوقعه فإن الأندية السعودية لن تأتي بجديد ولن تقدم لاعباً (سوبراً) أو مختلفاً إلا في حالة أو حالتين، مشكلتنا مع اللاعب الأجنبي من الصعب تجاوزها، أعتقد من الواجب أن نطرحها للنقاش دائماً، أن نبحث عن الأسباب التي جعلت من اللاعب الأجنبي أحد أسباب تراجع مستوى الكرة السعودية، في جميع البلدان يأتي اللاعب الأجنبي من أجل أن يسهم في تطوير مستوى الكرة، من أجل أن يفيد بقدر ما يستفيد، إلا لدينا، للأسف اللاعب الأجنبي المفيد والمختلف لم نشاهده في ملاعبنا إلا في مرات محدودة، أما البقية فهم في مستوى لاعبينا إن لم يكونوا أقل من ذلك. اللاعب الأجنبي المميز من الصعوبة اكتشافه، الأندية العالمية تتعب وهي تبحث عن اللاعب خاصة في ظل المنافسة الحامية من الآخرين، والسيولة النقدية المتوفرة لدى معظم الأندية، لدينا تبحث الأندية عن (الرخيص والكويس) وهذه السياسة قد تفلح مرة، لكنها تخيب وتخيب مرات ومرات. عندما تصل أنديتنا إلى لاعب مميز ومفيد يصبح هذا اللاعب قابلاً للتداول فور نهاية عقده، ويتم تدويره على عدد من الأندية وبالشروط التي يفرضها، وربما وجد في الأندية الخليجية أرضاً خصبة يزرع عليها مطامعه وينمي شروطه، لا تفكر الأندية في لاعب يحمل نفس المزايا وربما بثمن بخس مقارنة بمطالب اللاعب الأول، تريد هذا اللاعب بالاسم... ويصبح الاستثمار في خبر كان!! )) أنديتنا تسمع بالاستثمار ولا تستطيع أن تطبقه، تسمع بالمنافسة ولا تعرف السبيل إلى النجاح فيها، في معظم الصفقات أصبحت المنافسة تحديات، أصبحت القوة المالية هي الفيصل، أصبح تحقيق رغبات الجماهير مسطرة النجاح في العمل، لذا لا غرابة أن تظل الأندية تدور في فلك الفشل في التعاقدات، ولا غرابة في أن يصبح الاستقرار هو الاستثناء والفوضى هي القاعدة، وأن تصرف الأندية ببذخ ثم تشتكي إلى طوب الأرض من قلة الإيرادات وتأخر سداد المصروفات... ولا غرابة أن تذهب كل إيرادات النادي المحدودة في صفقة لاعب واحد، فيما يشتكي 22 آخرون من تأخر مرتباتهم وعدم الحصول على مكافآتهم. )) في صفقة واحدة فقط أو اثنتين شاهدنا استثماراً حقيقياً، شاهدنا لاعباً يأتي بمبلغ معين، ثم يقدم كل ما لديه ويفيد الفريق فنياً ومعنوياً ثم يغادر مأسوفاً عليه، ولكن بمبلغ يتجاوز المبلغ الذي جاء به، في بقية الصفقات ومنها صفقات تابعناها مؤخراً كان الاستثمار في أنديتنا في خبر كان، وهنا لا أرى عيباً في أن يخرج مسئول في أي ناد ويقول نجحنا في صفقة وفشلنا في صفقات...ليس عيباً أن نعترف أن درب الاستثمار مليء بالعراقيل، وأن تجاوزها ليس مجرد دراسة وملف ومؤتمر صحفي هنا وهناك!! عندما تنجح إدارة أي ناد في تسويق لاعب بنجاح تتحدث عن قدراتها وعبقريتها في التفاوض والتعاقد، وعندما تفشل وهو الغالب فإنها ترجع الأمر للمدرب الذي فضل التعاقد مع لاعب يخدم طريقته، أما هي فلم تفشل ولا هم يحزنون!! )) بداية هذا الأسبوع أعلن نادي برشلونة الإسباني أن صافي أرباحه للموسم الماضي تساوي 225 مليون ريال، وذلك بعد سداد جميع الالتزامات، ومن الطرافة أن المحاسب القانوني للنادي قال إن خسارة لقب الدوري قد وفرت 12 مليون دولار كانت ستذهب كمكافآت للاعبين!! في أنديتنا لا يوجد صافي أرباح، ولا نرى في الأفق ما يشي بذلك ولو بعد حين، في أنديتنا أيضاً لا يوجد ميزانية حقيقية ولا موازنة حقيقية، ولا تخطيط مالي حقيقي، كل ما نسمع عنه هو سرد للإيرادات وبيان للمصروفات، ودائماً العجز هو سيد الموقف..... )) أعود إلى حيث بدأت وأقول: إن أنديتنا عندما تفشل في تعاقداتها الأجنبية تعزو الأمر دائماً إلى سببين.. أن الوقت داهمها ولم تستطع البحث والوصول للأفضل، وأن المبالغ المتوفرة لديها لم تسمح إلا بالتعاقد مع هذه العينة من اللاعبين، وهنا أتساءل: هل كان موعد إقفال التسجيل سراً مكتوماً لم تعرف به الأندية إلا قبل حلوله بساعة، وهل من الضروري أن يتم التعاقد مع أربعة لاعبين.. لماذا لا يتم التعاقد مع اثنين مميزين بنفس المبالغ التي يتم التعاقد بها مع أربعة فاشلين؟؟. [email protected] aalsahan@ :تويتر