بدا الصيف أشد سخونة مما كان متوقعا في بعض الأندية ، ففي الهلال مثلا ما أن وضعت مشكلة التعاقد مع مدرب أوزارها بالاتفاق مع الفرنسي كومباوري ، إلا وطفت على السطح من جديد مشكلة عقد اللاعب أحمد الفريدي ، وكما صنع الهلاليون مشكلة التعاقد مع مدرب من لاشيء بتأخرهم في حسم الأمور بعد رحيل ايفان هاسيك ، فإن مشكلة عقد الفريدي أيضا من صنع الإدارة الهلالية التي كان لديها القدرة على حسم الأمر في وقت مبكر ، وبالتحديد منذ قدح اللاعب الشرارة الأولى في حادثة سفره وإغلاق جواله الشهيرة في محرم الماضي . لقد كانت لدى الإدارة الهلالية فرصة مناسبة لتسويق عقد اللاعب والحصول على عائد مجز مقابل ذلك ، لاسيما أن اللاعب قد أفصح صراحة آنذاك عن رغبته بالإعارة ، كما أن غالب الجماهير الهلالية لم يعد يبالي بمصير اللاعب ، ففي مواقع التواصل الاجتماعي يكاد يكون هناك شبه إجماع هلالي على أن رحيل اللاعب من صالح الفريق ، وأن استمراره غير مرحب به ، وأن على الإدارة الهلالية أن تخضع لشروطه حتى لا تفتح على نفسها بابا يصعب إغلاقه مستقبلا ، وحتى لا تضيع هيبة النادي أمام مطالب اللاعبين أيا كانوا ، وثالثا لأن اللاعب لم يقدم خلال الموسمين الفارطين ما يشي بأن لديه المزيد من الفوائد الفنية لتقديمها للفريق لاسيما في ظل صعود نجم سالم وعبدالعزيز الدوسري اللذين يؤديان الدور نفسه في الفريق الهلالي . إن الشيء الوحيد الذي يعز على غالب الهلاليين في شأن اللاعب الفريدي أنه سيرحل بالمجان بعد دخوله فترة الستة أشهر ، وهو الشيء الذي كان بالإمكان تفاديه لو أن الإدارة الهلالية عرفت كيف تستثمر مطالب اللاعب في صالحها ، لكنها لم تفعل وهو ما يجب أن يكون درسا في المستقبل خاصة وأنها إدارة تخطط للاستثمار وتطوير آلياته ، ولا أدري كيف فات عليها الأمر هذه المرة إلا إذا كانت لم تتوقع ردة الفعل الجماهيرية الحالية وظنت أنها ستكون نقيض ما نشاهده تماما . في الهلال أمور معلقة أخرى مثل وضع اللاعبين الأجانب ، من سيرحل ، ومنهم القادمون الجدد ، لكن هذا الأمر أقل جدة على الإدارة الهلالية من أمر المدرب مثلا ، وهنا أعتقد أن الإدارة الهلالية مطالبة بالتفكير بروية وهدوء في أمر اللاعبين الأجانب ، وأن تترك الأمر برمته للمدرب لاتخاذ ما يناسبه في هذا الشأن ، وأن لا يكون للعاطفة أي دور فيما يتعلق في ذلك فالحق الذي أراه أن أيا من الرباعي الأجنبي الذي لعب مع الهلال ليس في مستوى الطموح الأزرق ، ولا أظنه سيكون قادرا على تحقيق أي إضافة للفريق .....تماما كما فعل الموسم الماضي !! **** حقق النصراويون رغبة قديمة بالتعاقد مع الدولي السابق عبده عطيف ، وهنا أعتقد أن اللاعب متى ما كان في وضع صحي جيد وسليم من الإصابات سيكون إضافة فنية جيدة للفريق الأصفر ، خاصة بعد أن أمضى ستة أشهر مع فريق الاتحاد كانت بمثابة التأهيل المناسب له بعد إصابته الشهيرة ثم خروجه من نادي الشباب . النصر لم يكتف بذلك بل نجح في التعاقد مع اللاعب المصري حسني عبدربه وهو أيضا إضافة فنية للأصفر ، لكن السؤال هنا يتعلق بفريق الاتحاد الذي خرج منه عبده وحسني وسط إشارات بأن النادي يرغب باستمرارهما لموسم ثاني خاصة عطيف الذي كان الاتحاديون يؤملون الكثير منه بعد ما تعافى تماما من الإصابة وبعد أن قدم مستوى جيدا في ثمن نهائي دوري أبطال آسيا الذي كان ختام مشاركات الفريق في الموسم الماضي . والسؤال أيضا ..هل خرق النصر ميثاق الشرف بين الأندية السعودية ، وهل أغرى اللاعبين فعلا ورفع من سعر عقديهما بما يتجاوز إمكانياتهما الفعلية ...وهل هذا التصرف بمثابة نهاية سنوات من الود والصفاء المعلنين بين الأصفرين لدرجة أن رئيس الاتحاد كان يحضر اجتماعات أعضاء شرف النصر !! أم أن الاتحاديين لن يعيروا الأمر أي أهمية وسيعتبرونه أمرا مشروعا للنصر في ظل نظام الاحتراف ؟ [email protected] aalsahan@ :تويتر