توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالبدء في حملة جمع التبرُّعات لنصرة الأشقاء في سورية، والذي تجاوب معه المواطنون والمقيمون بحماس، يؤكد أنّ السعوديين ينتظرون المناسبات الخيرية ليساهموا فيها، وأنهم يستشعرون واجب الوقوف مع أشقائهم السوريين في جهادهم ضد حكمٍ طاغٍ، وكفاحهم من أجل التخلُّص من عائلة شريرة تحكمهم بأبشع الأساليب، ولهذا كان اندفاع المواطنين السعوديين والمقيمين نحو التبرع كبيراً وكبيراً جداً، يذكِّرنا بمواقف السعوديين أثناء حملة مساعدة المجاهدين في البوسنة والهرسك. والواقع والفهم التام لما يجري في سورية، يفرض علينا جميعاً أن نسهم ونقف مع أشقائنا في سورية الذين يتعرّضون لهجمة شرسة من قِبل نظام بشار الأسد الذي فَقَد كلَّ ما يربطه بالإنسانية، فالقتل اليومي والمجازر البشعة تخطّت كلَّ الضوابط حيث طالت الأطفال والنساء، كما أنّ المعارك غير المتكافئة التي تشنُّها كتائب الأسد والعصابات المرافقة من شبّيحة وعناصر حزب حسن نصر الله والحرس الثوري الإيراني، جعلت السوريين محرومين من الغذاء والدواء والمسكن، فقد شرّدت المعارك أكثر من مليون مواطن وأجبرتهم على ترك منازلهم وهجرة مدنهم، وأصبحوا نازحين في بلدهم، فيما خرج قرابة نصف المليون مواطن سوري كلاجئين في الدول المجاورة، وكلُّ هؤلاء نازحون ولاجئون يعانون من نقص في الغذاء والدواء وحاجتهم للإيواء، مما يتسبب في ضغوط وأعباء كبيرة على الدول المستضيفة لهؤلاء اللاجئين وعلى المدن والأُسر التي تستضيف السوريين المهجرين والنازحين، وهذا الموقف بالطبع يستدعي دعماً سخيّاً من أشقائهم المسلمين وفي مقدِّمتهم الدول العربية المجاورة، ومع ما نشعر به هذه الأيام من نفحات الإيمان والعمل من أجل الخير والذي يفترض أن يجعلنا أكثر اندفاعاً لمساعدة هؤلاء المحتاجين، وأن نكون بارِّين بهم، متوافقين مع مشاعرنا الدينية والإنسانية والوطنية، فهم من الناحية الشرعية يستحقون المساعدة، كما النواحي الإنسانية والوطنية تفرض علينا الوقوف معهم ودعمهم لتوفير الغذاء والعلاج لهم والمسكن الذي يحتاجونه، سواء داخل المدن السورية التي نزحوا إليها، أو في الدول المجاورة (الأردن ولبنان وتركيا) التي وإنْ وفّرت بعض حاجيات اللاجئين السوريين الفارِّين من ظلم بشار الأسد، إلاّ أنّ تدفُّق مئات الآلاف من النازحين يجعل تلك الدول غير قادرة على الوفاء بكلِّ ما يحتاجه اللاجئون. فمثلما ضحَّى السوريون بأرواحهم ودمائهم، على المسلمين أن يقدِّموا جزءاً من أموالهم لنصرتهم ونصرة المظلومين على الظالمين والوقوف مع الحقِّ ضد الباطل. [email protected]