ذكر لي أحد الإخوة أن زوجته وأم عياله صارت تغار عليه وتتوجس من كل مكالمة هاتفية تخصه، وبالذات إذا كانت من صديقه المأذون الشرعي إضافة إلى كثرة ما يسمعها من أخبار جلسائه ومن يخرج معهم والذين تزوج أكثرهم بأخريات على أمهات أولادهم، فهي تخشى عليه من العدوى وأخشى ما تخشاه زواج المسيار، هذا الزواج الخفي الذي لا ينكشف أمره إلا بعد فوات الأوان للاعتراض عليه. فقلت لهذا الأخ أن غيرة الزوجة على زوجها طبيعة بشرية لدى نساء العالمين وتزداد هذه الغيرة لدى الزوجة كلما تقدم بها السن، فتقبل هذا من زوجتك بصدر رحب. وهذا ليس بكثير على شريكة الحياة بحلوها ومرها ومن لا تزال شمس العمر وظله. والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج على أم أبنائه خديجة إلا بعد وفاتها ولعل ذلك من الوفاء لها، فأين الوفاء لدى هؤلاء الذين يتزوجون ويطلقون بنفس السرعة التي يغيرون بها ملابسهم - هداهم الله - وهذه مجرد وجهة نظر غير ملزمة لأحد من البشر. الرس