فاز الليبراليون على الإسلاميين في أول انتخابات ليبية تجري في البلاد منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي لكن دون أن يتضح بعد ما إذا كانوا ضمنوا بذلك الأكثرية في الجمعية التأسيسية المقبلة, بحسب ما أظهرت النتائج التي أعلنت ليل الثلاثاء - الأربعاء في ليبيا. ونال تحالف القوى الوطنية بقيادة رئيس الوزراء السابق في المجلس الوطني الانتقالي الحاكم محمود جبريل، 39 مقعداً من أصل 80 في الجمعية التأسيسية وهي الأولى التي تم انتخابها بعد أكثر من أربعة عقود من الحكم المنفرد. وحصل حزب العدالة والبناء المنبثق عن الإخوان المسلمين على 17 مقعداً فقط.. أما باقي المقاعد فتقاسمتها مجموعة من الأحزاب الصغيرة، بحسب النتائج الأولية الكاملة التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات.. إلا أن هذه الأرقام لا تعطي صورة دقيقة عمن سيحظى بالغالبية في الجمعية التأسيسية حيث غالبية المقاعد أي 120 من أصل 200 سيتم ملؤها عبر الانتخاب الفردي. ويسعى الحزبان الأساسيان إلى استمالة المرشحين المستقلين والأحزاب الصغيرة في محاولة لتشكيل تكتل مهيمن داخل الجمعية التأسيسية حيث معظم القرارات والتشريعات بحاجة إلى غالبية الثلثين لتمريرها. ويضم تحالف الليبراليين قرابة 60 حزباً وشخصيات مستقلة بزعامة تكنوقراط من المسلمين المعتدلين الذين عاشوا في الخارج ويدعون إلى تحرير السوق والانفتاح على الغرب. وحصلت 30 امرأة على الأقل على مقاعد في الجمعية بفضل النظام المتبع والذي يفرض على الأحزاب أن تشتمل قوائمها على مرشحين من الرجال والنساء. وفازت امرأة واحدة من المرشحين المستقلين بمقعد في الجمعية.. وفي الإجمال، باتت النساء يشكّلن 16.5% من أعضاء الجمعية التأسيسية.. وتأتي النتائج بعد عشرة أيام على إجراء الانتخابات التي أشادت بها الأسرة الدولية. وأعلنت المفوضية الانتخابية أن نسبة المشاركة بلغت 62% من الناخبين المسجلة أسماؤهم.. وأمام المرشحين مهلة أسبوعين لمراجعة النتائج والاعتراض عليها في حال الضرورة. بدوره, وجه حلف شمال الأطلسي (ناتو) التهنئة لليبيا بمناسبة إعلان نتائج أول انتخابات حرة تُجرى في البلاد منذ عقود. وقال اندرس فوج راسموسين الأمين العام للحلف الأطلسي في بروكسل أمس الأربعاء إن «هذه الانتخابات تُعتبر بمثابة خطوة مؤثرة في عملية تحول ليبيا إلى الديمقراطية بعد ما يزيد عن أربعين عاماً من الديكتاتورية».