في عدد الجزيرة 14532 وتاريخ 22 من شهر شعبان 1433ه طرح الأخ عبد الله العودة مقالاً بعنوان شتيمة الوعظ وابتدأه بقوله لماذا تبدو شتيمة الوعظ مهمة عصرية بعض الأحيان حتى أصبح إطلاق لفظ مجرد واعظ أو يعظ إلى شتيمة جاهزة أو ضمنية مع أن للوعظ قيمة شرعية واجتماعية.. وتعقيبي على ما جاء في هذا المقال أولاً: (أن هذه الجمل التي ذكرها لا يفهم منها أي فائدة، ثانياً ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فهذا ليس حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وله بقية، وهي وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم من الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية). وقد ذكر الشيخ الألباني في المجلد الثالث من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة أن هذا الحديث موقوف وأشار مؤلف كتاب المنهل اللطيف ومؤلف كتاب التيسير في علم الحديث أن الحديث الموقف هو ما يروى عن الصحابة رضي الله عنهم من أقوالهم وأفعالهم وتقريرهم فيوقف عليهم ولا يتجاوز به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. أما مديحه لكتاب إحياء علوم الدين للغزالي فهو بذلك مجانب للصواب إذ إن هذا الكتاب حسبما جاء في سلسلة كتب وأخبار رجال أحاديث تحت المجهر للشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان أن هذا الكتاب عليه مآخذ كبيرة وشنيعة، فيه مفاسد من كلام الفلاسفة وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة وفيه زندقة وأغاليط الصوفية وترهاتهم. وقد ألف فضيلة الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ كتاباً تحت مسمى القول المبين في التحذير من كتاب إحياء علوم الدين تحقيق الشيخ عبدالعزيز الحمد وقال الإمام السبكي في طبقات الشافعية الكبرى صفحة 287 في ترجمة الغزالي وهذا فصل جمعت فيه جميع ما قد وضع في كتاب الإحياء من الأحاديث التي لم أجد لها سنداً فبلغ عددها تسعمائة وثلاثة وعشرين حديثاً 923 .. هذا ما أردت بيانه والله ولي التوفيق. محمد فهد العتيق - الرياض