يبدو أن مجتمعنا الحديث أصبح بالفعل مجتمعًا مدمنًا لاستخدام شبكة الإنترنت وبالأخص الخليجيون والعرب، وأصبح السؤال الأساس قبل اختيار السكن أو المطعم أو المقهى هو توفر شبكة الوايف آي المجانية من عدمه، متناسين تمامًا أن الغرض من الخروج في إجازة أو نزهة هو بقصد الترويح عن النَّفس والتواصل عن قرب مع المقربين والذين يرافقوننا. وبحسب ما قرأت يُعدُّ الخليجيون من أكثر الشعوب استخدامًا لتقنيات الاتصال الحديثة، وهو أمر إيجابي في ظاهره، فحسب معايير التنمية البشرية يُعدُّ هذا دليلاً على تطوّر المجتمع وتمتع أفراده بحرية الاتصال وحق الحصول على المعلومات، لكن المشكلة أننا نبالغ في استخدام التقنية كثيرًا، فتجد أحيانًا عائلة خرجت للنزهة في مطعم أو مقهى وأحيانًا كثيرة داخل المجلس العائلي في المنزل، ملتهون جميعًا باستخدام الأجهزة الكفية بشكل مثير للاستغراب وموتر للأعصاب، فالجميع منغل ومنشغل بمتابعة شاشات الهواتف دون أدنى اهتمام للآخرين. السؤال على ما يدل ذلك، هل نحن قد بلغنا إلى هذه الدرجة من التواصل مع الآخرين؟ ام أن العمل والأعمال تدفعنا للتخلي عن حياتنا الطّبيعية والانشغال بالأجهزة التي بأيدينا؟ أم أننا متوترون ونبحث عمّا يشغلنا حتَّى عن أهلنا ومن هم بصحبتنا؟ كل ذلك يدل على أن حياتنا الاجتماعية أصبحت بخطر وأن التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة يمرّ بمراحل صعبة، وكم أتمنى من الباحثين في علم الاجتماع والسلوك الاجتماعي التركيز على دراسة ذلك التوجه ومحاولة إثارة المخاطر والآثار السلبية على إدمان استخدام الأجهزة الكفية على حياتنا وعل تفكيك أسرنا. أعجبتني كثيرًا حملة إعلانية تلفزيونية في إحدى الدول لتشجيع الناس نحو التواصل مع من حولهم أولاً وقطع الاتصال بمن ليسوا معهم ففيها معانٍ كثيرة نحتاج لتطبيقها لكي لا نفقد من حولنا. [email protected] [email protected]