ذكرت في المقالين السابقين أن الصراع محتدم بين الطلاب والجامعات ويتركز الصراع على مستويي القبول والتخصصات, وأشرت إلى حلول جربتها الجامعات: التسجيل الموحد، والقبول الفصلي المؤجل، وكليات المجتمع، الدبلومات المدفوعة، وكليات المجتمع (المرتقة) واختبارات القياس، والسنة التحضيرية. واليوم تتمة اختبارات القياس والسنة التحضيرية, فقد جاءت فكرة اختبار القياس لعدة غايات المعلن منها أن اختبارات الثانوية العامة التي تعدها وزارة التربية لا تمثل المستوى الحقيقي للطالب أو هو شك في نتائج الثانوية، وأيضا من أجل فرز الطلاب ومعرفة مدى تطابقهم مع رغباتهم الدراسية، والكشف عن المستوى المهاري والذكاء والتحصيل العلمي للطالب، وفتح المجال لاختيار أعلى مجموعة الطلاب المتفوقين. لكن الجامعات استغلت هذه الأغراض القياسية للرفع من معايير القبول نتيجة لعدم قدرتها على استيعاب الطلاب في التخصصات التي يرغبونها, مع ما يقدمه القياس من نتائج متميزة للطلاب تتيح لهم الدخول في التخصصات العلمية التي يريدونها.. إذن هي أداة قياس (استغلتها) الجامعات للحد من القبول لعدم قدرتها على استيعاب المتقدمين. فأصبحت هناك معادلة, كلما زاد ضغط الطلاب بحصولهم على معدلات مرتفعة في الثانوية العامة واختبارات القياس لجأت الجامعات إلى رفع معايير القبول إلى مستويات أعلى قد تصل بهذا الأسلوب إلى عدم قبول الطلاب في تخصص الطب البشري إلا من تحصل على الدرجة الكاملة في اختبار الثانوية, والقياس، والسنة التحضيرية, بالواقع هي اختراع للحد من قبول الطلاب كانت في البدء محصورة في تخصصات علمية محددة والآن شملت جميع التخصصات, وهي بذلك زيادة في الأعباء المالية على الدولة، وتكلفة زائدة على ميزانية التعليم الجامعي على الدولة والمجتمع وإضافة سنة جديدة للتعليم الجامعي, فإذا كانت ضرورة تعليمية فلماذا لا تدخل ضمن التخصصات وتصبح سنة تأسيسية ضمن المواد الأكاديمية تحقق الفرز في اختبار التخصص والكشف عن المستوى الفعلي للطالب للتقليل من التسرب. السنة التحضيرية هي أيضاً (استغلتها) بعض الجامعات للحد من القبول في التخصصات العلمية المطلوبة ورفعت سقفها تحت مظلة الجودة والمعايير لتصل قريبة من الدرجة النهائية العليا من المعدل. هذه الالتفافات واختراعات المشروعات الأكاديمية بهدف إيجاد حواجز تضر بالعملية التعليمية وتحبط جيلا لو تعاملنا معه بشكل صحيح ومخلص لأمكننا تجاوز مشكلاتنا المتجددة كل يوم. لابد من عقول تفكر في التوافق مع الخطط وطموح الدولة بدلا من اختراع (الحيل) الأكاديمية التي أثبتت فشلها مثل القبول الموحد على مستوى المملكة والقبول المؤجل وكليات خدمة المجتمع وكليات المجتمع (الدبلومات المدفوعة) ثم السنة التحضيرية. نحتاج إلى جيل قيادي في الجامعات يخطط للخروج بنا من نفق القبول المظلم والطويل.