في الفجر يراودني حنين مفعم بروائح الورد. أنا الآن بين حضرة الأفق وهامش الليل، ولأنه بسهولة تتغير الروح بأمر الخالق. قال تعالى: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً . أقترب قليلاً من حواشي الجبال أحس ببرودة وصلابة الصخور إنه الزمان... يهاجم مخيلتي بتغريد طيور، وأسراب فراش جميل، ونحل يغني، وغيم يمر. هذا العاشق والتاريخ المتسع لنا نحن هوامش البطالة.أحتاج إلى كثير من الصمت والهدوء رحمة بالحزم النجمية... وسوف يحلق لي همة الترحال حينما سكنت في قرية بيوتها من جريد النخيل من زمن إلى وسائل النقل أطارد الوقت أغير هندامي كسبا لود الفيافي. أفق هي المشارق واتساع لحدقات العشاق... ترنيمة الريح أنا المزمر والسامع أرمق أعمدة النصر التي ترفع قاماتها للبيارق الملونة. أسمع خرير ماء ينساب من الجبل، أهتز أكثر لكوني أقترب من الماء وقرية الجبل، لهذا الدبيب، إنني كمن يدفن نفسه في قماط الطفولة. أحتاج إلى الكثير الكثير من الصمت والهدوء رأفة في الأرض وسقف السماء وترك المجرات النجمية هل لي أن أتراجع لهيبة البحر؟ ربما الحزن المكتنز بهذا الليل وعواء شارد يصدح في منتصف الليل وصوت الريح، نوموا أيها العارفون فلست سوى مرشد للمقابر المسورة... نعم أحتاج الكثير من العمل الذي يعيق طريقي، أحتاج إلى أرضية صلبة فقد أرهقتني هوامش الترحال... كثرة أختام المطارات... نحل جسمي... ما عدت أقوى على السير يجب أن أستريح. كان الأفق نيليا... يتوارى خلفه قرص الشمس العسجدي أهلاً أهلاً أهلاً بهذا الليل فقط حينما يسمح لي أن يسمعني عزف المساء... أنا ابن الفضاء... ابن الأفق ولدت معلقا بين الأرواح والسحب نعم نعم، يبدو أنني أعمى أمارس السير في ليالي الشتاء في صحراء... في سماء دون نجوم، نعم هي الغيوم التي شوهدت في السماء. أتحسس وجهي المصاب بعمق السنين الذي ينزوي في أحضان مدن تمتلك نفايا نووية ومصانع تنفث دخانها في الفضاء فتفسد أجواء المكان، أنا هارب من الدوائر المتلفزة هارب من رحمة الليل... وقنوات الفضاء وكعادة إشاعات قريتنا التي تمتد في أطرافها المتناهية إلى أن يسقطها نجم أو نيزك إذن لابد من الرحيل.