شهد النادي الأدبي بالرياض مساء الاثنين توقيع اتفاقية تعاون بين النادي والجمعية السعودية للدراسات الأثرية حيث وقعها عن النادي الدكتور عبد الله الوشمي رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي وعن الجمعية الدكتور عبد العزيز الغزي بحضور أعضاء مجلسي الإدارة للنادي والجمعية وعدد من المهتمين. وقد تبودلت الكلمات بالمناسبة حيث قال الدكتور عبد العزيز الغزي رئيس الجمعية السعودية للدراسات الأثرية أن الجمعية تسعى لخلق شركة مفيدة مع النادي لوجود مجالات مشتركة مشيرا إلى أن الأثريين يعتمدون كثيرا على النصوص الشعرية والأدبية للوصول إلى آثار معينة مثل الأماكن التي وردت في المعلقات والشعر الجاهلي عموما الذي يعد من أهم المراجع لدى الأثريين في معرفة من خلال أطلال خولة وسلمى وسعاد. وأوضح أن الجمعية السعودية للدراسات الأثرية نامت طويلا وأنها استيقظت الآن بفضل أعضاء مجلس إدارتها الذين يعتبرون كوكبة من أبرز الباحثين في الآثار ولهم جهودهم الواضحة. وكشف النقاب عن التحضير لندوة حول تاريخ الجزيرة العربية عبر العصور وستكون محاور موزعة على كثير من الباحثين الأثريين من داخل المملكة وخارجها وستستمر لعشرات السنين والتي كان يمكن إقامتها في الجامعة لكن الجمعية تحرص على أن تتم بالتعاون مع النادي الذي سيلعب بلا شك دورا كبيرا في إنجاح هذه الفعالية التي ستكون ندوة عالمية لأثار الجزيرة العربية على غرار الندوة العالمية لتاريخ الجزيرة العربية. وبين عن إمكانية قيام بعثات مشتركة من النادي والجمعية إلى عدد من المواقع الأثرية ومن ثم وضع برنامج للتعريف بها عبر وسائل الإعلام ومختلف الوسائل وبالتعاون مع مختلف الجهات الوطنية. وأعلن أن الجمعية أقرت تكريم الدكتور عبد العزيز الفيصل لجهود الرائدة في تحقيق الآثار والأماكن الواردة في المعلقات والشعر الجاهلي وبالذات شعر عنترة بن شداد والدكتور الفيصل عضوا بالنادي الأدبي وتعد جهوده نموذجا للبحث العملي المشترك بين الأدب والآثار. واختتم كلمته بتوجيه الشكر إلى كل من يتعاون مع الجمعية وبالذات دارة الملك عبد العزيز والهيئة العامة للسياحة والآثار وبقية الجهات التي لا تألوا جهدا في دعم الجمعية. وقدم بالمناسبة هدية للنادي الأدبي هي مجموعة من إصدارات الجمعية من الإصدارات المحكمة والإصدارات غير المحكمة والدوريات المحكمة واللامحكمة إلى جانب سلسلة المحاضرات المبدوءة بمحاضرة للأستاذ خالد المالك تم طباعتها في كتاب يعتبر فاتحة هذه السلسلة مع إعطاء إضاءة عن كل سلسلة ومطبوعة. كما قدم مسودة بخطة عمل مشتركة تم إعدادها من قبل كل من الدكتور فتحية عقاب والدكتور عبد الله العسيم عضوا مجلس إدارة الجمعية. من جانبه رحب الدكتور عبد الله الوشمي رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي برئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية للآثار مثمنا توقيع الاتفاقية التي ستكون هي الاتفاقية العاشرة بين النادي وعدد من المؤسسات الثقافية والتي عادت بالكثير من الفوائد المشتركة على النادي والأطراف الأخرى. واعتبر أن تقديم جمعية الدراسات الأثرية عدد من مطبوعاتها هدية للنادي هو تفعيل مبكر للاتفاقية التي سيكون من مجالاتها تبادل المطبوعات والنشر المشترك مؤكدا أن النادي بدوره سيزود الجمعية بمطبوعاته في المكان الذي يحددونه إلى جانب استعداد النادي من خلال اللجان الثقافية التابعة له في محافظات منطقة الرياض بالتنسيق مع الباحثين والمهتمين بالآثار في هذه المحافظات وتقديمهم إلى الجمعية. ثم فتح باب النقاش حيث تحدث عدد من أعضاء مجلس الجمعية والنادي الأدبي من بينهم الدكتور أحمد عمر الزيلعي والدكتورة فتحية عقاب عضوا مجلس إدارة الجمعية والأستاذ بندر عثمان الصالح والأستاذة ليلى الأحيدب عضوا مجلس إدارة النادي الأدبي واثروا النقاش بعدد من المقترحات. وفي تصريح للجزيرة قال الدكتور عبد العزيز الغزي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الأثرية قال: إن النادي الأدبي مصدر إشعاع ومنارة ثقافية في البلد وله تاريخ عريق وهناك تطلع إلى ارتياد كثير من الآفاق الممكنة للتعاون في المجالات الأدبية التاريخية الأدبية موضحا أن الندوة العالمية لآثار الجزيرة العربية ستنطلق مع بداية العام الجامعي القادم وستتناول آثار الجزيرة منذ العصر الحجري وحتى تاريخنا الحاضر. وفي تصريح مماثل قال الدكتور عبد الله الوشمي رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي إن الصلة كبيرة ووثيقة بين الرسم والكلمة وليست عابرة ونحن مع الجمعية نتحرك في منطقة واحدة وهي منطقة أثرية وثمينة وكل ما تحدث عنه الأدب كان على أرض الواقع التي يعنى به الأثري والإشارات أكثر من أن تحصر في شعر الكبار أمثال عمنا المتنبي والبحتري ولدينا عدد من الطموحات وهي أن نجمع النشاط الأدبي والتاريخي والأثري في مكان واحد، وقد اقترحنا ليلة مشتركة كل شهر للنشاط المشترك بيننا وبين الجمعية ولاقى الاقتراح استجابة ومباركة الجميع ونريد أن يبدأ نشاطنا من القمة لا أن نتدرج من الأدنى إلى الأعلى. واختتم الدكتور أحمد عمر الزيلعي عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بتصريح خص به الجزيرة دعى فيه إلى تحويل أسماء الأندية الأدبية إلى الأندية الثقافية لأن الثقافة اسم جامع لكثير من العلوم والمعارف يكمل بعضها بعضا والأندية مؤسسات كبرى ولا يجب حصر نشاطها على الشعر والقصة والأجناس الأدبية فقط، ومطلوب أن يتعدى ذلك ليشمل التاريخ والآثار وكثير من العلوم والتاريخ يجمع ثقافة الماضي بثقافة الحاضر. وبين الدكتور الزيلعي أن دراسة الآثار هو وقوف عند السنن حتى نتعظ ونأخذ العبرة من الأمم التي سبقتنا والقرآن الكريم جاءت فيه الدعوة إلى أن نسير في الأرض وإلى أن نتفكر في خلق الله وفي نفس الوقت حالة الأمم التي عاشت قبلنا لنتعظ بما تركوه وما خلفوه، وآية الإسلام هي الأمم التي انقضت بما تركته من مآثر وصف بعضها أنها خاوية وهي بالفعل خاوية.