61 مليارا هو ما ينفقه السعوديون على السياحة في الخارج!.. وحين يُسأل عن سبب ضعف السياحة الداخلية سوف نسمع أسبابا كثيرة من ضمنها ضعف الخدمات وغلاء السكن وندرة فنادق الخمس نجوم في بعض المناطق وآخرها كان الفئران النافقة على كورنيش جدة, كما جاء في برنامج الثامنة مع داود!. ولو بحثنا أكثر في سبب اتجاه المواطنين للسياحة في الخارج. وطرحنا عدة افتراضات من ضمنها النظافة مثلا.. سأقول: هل سوريا التي تصاعد عدد السياح فيها إلى 46% إلى ما قبل 2011 أكثر نظافة من كورنيش الخبر؟! هل السكن في أمريكا أقل سعرا من فنادق أبها؟! أم هل الشقق المفروشة في إندونيسيا التي زادت نسبة سفر السعوديين إليها إلى 50%.. هل هي أكثر فخامة من شقق جدة والخبر؟! حسنا إن كانت الطبيعة والجو هما الهدف, فلماذا تزداد الرحلات المتوجهة إلى جارتنا قطر المطابقة لنا تضاريسا وطقسا بنسبة 500%؟! إذن.. هناك ما يهرب إليه السعوديون كل عام.. فهل ما نعزف عنه نحن سوف يقصده الناس؟! إن لدينا أزمة سياحة داخلية وهذه حقيقة ولكن هل الأسباب كلها في تباطؤ تنفيذ القرارات وتطبيق استراتيجيات الهيئة العليا للسياحة؟ هل المسؤولية بكاملها تقع على المسؤولين؟ هل يسع المواطن أن ينفذ بجلده من المسؤولية الفطرية التي تخوله لأن يقوم بأدوار متعددة لجذب السياح؟! إن مسؤوليتنا كمواطنين تبدأ من الداخل. تبدأ من حب المكان, فكيف تريد أن يحب أحداً ما تكرهه أنت؟!.. هل سمعنا عبارة من قبيل: «أول ما رجعت المطار انكتم صدري؟». إننا لو أحببنا وطننا كما يفترض. سوف تطفو البهجة على وجوهنا, ولعمد موظفو المطار لاستقبال الناس ببسمة. ولتعاملوا مع السياح بلطافة أكبر, لأن اللطافة ليست مسؤولية الهيئة العليا للسياحة, إنما هي نابعة من الطباع ومن التفاؤل وحب ما نفعل. وإذا أحببنا الوطن سنتوقف عن تحويل الحدائق العامة إلى مزابل. ولتعاملنا مع كل من يقدُم إلى البلاد كضيف شديد الخصوصية, ولكف الشباب عن مضايقة السياح أو إعطائهم عناوين واتجاهات خاطئة طلبا للتسلية. فالشباب له الدور الأكبر في تنفير العوائل السعودية فضلا عن السياح!. فلك أن تتخيل أخي القارئ أن بعض العوائل هجرت الثمامة كمتنزه صحراوي واتجهت 120 كلم شرقاً نحو بر الوسيع بحثا عن الهدوء والنظافة و(بر مو ملموس)!. و دور آخر لنا كمواطنين في الخارج عن طريق إعطاء صورة جيدة عنا, إن العاملات الأجانب في المنزل استطعن أن يرسمن لنا صورة عن بلدانهن. فكيف بنا ونحن أكثر انطلاقا في الأرض وأكثر حرية حينما نسافر. هلا أعدنا النظر في سلوكياتنا وأنماطنا, وراقبنا أطفالنا وهذبنا شبابنا؟ يقول المثل: «الصديق قبل الطريق». وأقول حتى وإن افتقرت بلادنا لمقومات سياحية متفوقة, لو أن كل منا أدى دوره بأمانة لجعلنا أفئدة من الناس تهوي إليها! فإذا كانت الفعاليات والخدمات وانخفاض الأسعار مسؤولية الهيئة العليا للسياحة ورجال الأعمال. فمسؤوليتنا كعامة المواطنين أن نبتسم ونقدم المساعدة...على الأقل!. ألم تسمع أحداً زار مدينة متواضعة, وفقيرة سياحيا وحين تسأله يقول: والله شعب مضياف وأخلاقه عالية!. فيا ترى مسؤولية من أن يتعلم الشعب ثقافة التعامل مع السياح؟! [email protected]