في فترة قصيرة وعبر أفلامه الكارتونية القصيرة تمكن رسام ومنتج مقاطع الكارتون الاجتماعية مالك نجر وهو مبتكر شخصية «البكسل» من إيجاد حيز في الذهنية المجتمعية لدينا. تلك الأيقونة المربعة الشكل بألوانها الصريحة الجذابة وبنتوءات سوداء صغيرة تمثل الأيدي والأرجل؛ ذات كاريزما قوية في أفعالها وكلامها رغم بساطتها، شاهدتها مطبوعة على ال(تي شيرت) ومرسومة على أكواب القهوة وأغلفة الملفات إلى أن فاجأتني صغيرتي يوماً بمجموعة أوراق لقصة ألفتها وجعلت أبطالها تلك البكسلات الظريفة، كانت تتابع بشغف وعبر جهازها الخاص، تناقش مع قريناتها حول ذلك الفيديو أو تلك الأيقونة، كما أخبرتني أنها وفي إحدى حصص التربية الفنية قامت مع معلمتها بعمل دمية من الجوخ لهذه الشخصيات، بالأمس القريب وأنا في الطريق لاحظت أن إحدى السيارات قد ألصق على زجاجها الخلفي صورة لشخصية «السلتوح» التي أيضاً ابتكرها مالك، مضمناً الصورة عبارة حول البطالة بأسلوب ظريف، ما تتميز به هذه الشخصيات أنها قريبة الصلة بمجتمعنا وهويتنا مقابل بعض الشخصيات الأخرى التي اشتهرت في وقت سابق وكانت جميعها مستوردة، مثل سبونج بوب أو توم وجيري وغيرها؛ هذا بالنسبة للصغار الذين ورغم أن «مسامير» ليس مقدما لهم بل لشريحة الكبار إلا أن تأثيرها ظهر على الكل دون استثناء، تسعدني كثيراً مثل هذه النقلات الفكرية المصبوغة بخصوصيتنا المحلية بعيداً عن التقليد أو الإتباع غير المدروس، ومع تطور تخصصات الفنون في الجامعات بدأت ألحظ قيام بعض الطالبات بتطوير رسوماتهن الكاريكاتورية والكارتونية وتحويلها إلى مقاطع فيديو متحركة، وهذا يقودنا إلى التفكير جدياً في استحداث تخصصات جديدة ودقيقة في مجال الإنتاج الفني لهذا النوع من الأفلام القصيرة، فالأيام كشفت عن أن لدينا شريحة كبيرة من المبدعين والمبدعات الوطن في حاجة إليهم. [email protected]