عرفت الأمير سلمان قبل أكثر من عقدين من خلال عملي الصحفي في (الجزيرة)، وكنت أقوم في ذلك الوقت بالتغطية الصحفية لمعظم (المناسبات) التي كان يرعاها سموه والتي تنصب في مصلحة عاصمة السحاب قلب نجد (رياضنا العزيزة) كونه أميراً لها ومحباً لأهلها. كان سموه ولا يزال وسيظل بحول الله (أميراً) أميناً، قريباً من الشعب محباً له. وكان سموه الكريم هو ملاذهم الدائم بعد الله في كل ما يهم حياتهم ومستقبل وطنهم. كان أبو فهد (حاسماً) في كل ما يريده أبناء شعبه، وكان - حفظه الله- (حازماً) في إنشاء المشاريع العملاقة التي نقلت (رياض الأمجاد) من مدينة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 100كم مربع إلى عاصمة ومدينة عملاقة مساحتها آلاف الكيلومترات، تضاهي بتطورها و(عصريتها) كبريات مدن العالم العريقة، كل ذلك تحقق بفضل الله ثم بفضل سلمان بن عبد العزيز الذي سهر (نصف عمره) لتتحقق أحلامه ومنجزاته التي تشاهدها الأجيال الحاضرة في عاصمتنا الغالية. سلمان باختصار هو كتلة من (الإنسانية) هو (سيف) من سيوف الله في أرضه لا تأخذه في الحق لومة لائم. (هيبته) غير.. و(شخصيته) غير.. ولطفه غير.. وحتى (حزنه) غير.. نعم إنه حبيب القلوب سلمان بن عبد العزيز. أبو فهد (حازم) متى ما اقتضى الأمر ذلك.. وأبو فهد (ليِّن) متى ما استدعى الموقف ذلك، وهذا هو (ديدنه) بشموخه وعزة نفسه.. هذا (الإنسان) قلَّ أن يجود الزمان بمثله، وقلَّ أن تجد (رجلاً) على وجه المعمورة بهمته، وعصاميته، وحبه للخير للناس جميعاً. إنه أمير كسب محبة الشعب كبيرهم وصغيرهم.. وكسب محبة (الإعلام) عن بكرة أبيه مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً. كل العرب يعرفونه وكل الكتّاب والأدباء والمثقفين من الخليج إلى المحيط يعرفون سلمان الرجل الإنسان والسياسي المحنك والأمير (الفذ). والحديث عن أميرنا المحبوب وولي عهدنا الغالي يحتاج إلى آلاف من الصفحات للحديث عن مناقبه وسجاياه التي لا تُحصى ولعل من أبرزها وفاؤه مع أشقائه فهد وسلطان ونايف - رحمهم الله جميعاً- قبل وفاتهم ووقوفه معهم حتى آخر لحظة من حياتهم وصبره على فقدان ابنيه فهد وأحمد، رحمهما الله جميعاً.. اللذين رحلا فجأة في عز شبابهما عن دنيانا الفانية.. لقد صبر سلمان (صبر الجبال) على ما مرَّ به في السنوات العشر الماضية من أحزان ومآس لو مرّت على إنسان غيره لما صمد، بل لانهار! لكنه الصابر دوماً سلمان و(المحتسب) عند ربه والراضي بقدره وما مرَّ به من فواجع وأحزان تجاوزها (برباطة جأش) وحكمة يُحسد عليها. إن (المجد) لك يا سلمان والعز لك يا أبا فهد فأنت (تستاهل) ولاية العهد لأنها (أمانة عظيمة) وأنت خير من يقوم بها وخير من يستحقها لأنك الأمير المناسب في المكان المناسب والرجل (الحاكم بحكم الله) والحريص والمحب لشعبه ووطنه.. فكل الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك الصادق عبد الله بن عبد العزيز الذي اختارك عضداً له في أعز وأشرف مكانة يستحقها سلمان وتستحقه.. والفرحة لنا جميعاً وللوطن فمرحباً بك يا ولي عهدنا المحبوب وأعانك الله في الأيام القادمة على هذه المهمة العظيمة التي أنت بإذن الله كفء لها وخير من يتولاها.