لقد تلقى الجميع نبأ وفاة فقيد الوطن والأمة الإسلامية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز _يرحمه الله_ بكثير من الأسى والحزن ولا يزال وقع وفاته في النفوس عظيما جسيما وهذا ليس بمستغرب على شخصية فذة كانت مثالا للجدية في العمل والحكمة في التعامل والاتزان في النظر طيلة فترة عمله في المناصب القيادية في الدولة التي تجاوزت ستين عاما بذل فيها -رحمه الله- وسعه في سبيل خدمة الدين والوطن حيث كان يتولى أمور أمن وخدمة ضيوف الرحمن من كافة بقاع الأرض كما يتولى الإشراف العام على لجان الإغاثة للمنكوبين في كافة الأصقاع وهو عضو في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وله مساهماته في نشر العلم والمعرفة ويكفي أن أشير إلى جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وقسم الدراسات الإسلامية في جامعة موسكو وتمويله للعديد من كراسي البحث العلمي في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام والجامعة الإسلامية وغيرها من الكراسي في الجامعات الأخرى كما لا ننسى الإشارة إلى جائزته لبحوث السنة النبوية ودعمه للجمعيات العامة والعلمية ومنحه للعديد من الراغبين في العلم منحا دراسية. لقد ترسخت صورته في الأذهان محبا للعلم والعلماء وحاميا مخلصا للبلاد ومنافحا قويا عن المصالح العليا للدولة وهذا ما جعل صورته في النفوس محاطة بالمهابة والجلال لقد كان رحمه الله مثالا للحزم حين يقتضي الأمر الحزم ونموذجا للحكمة حين يتطلب الأمر الحكمة وبفقده فقدت المملكة والعالم الإسلامي واحدا من أهم رجالاتها الأفذاذ الذين بذلوا وسعهم في كافة المناصب التي تولوها من إمارة ورئاسة ووزارة- ولا يسع المؤمن في مثل هذه الحال إلا أن يسترجع ويقول إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراقك يا أبا سعود لمحزونون اللهم ارحم فقيد الجميع وتغمده بواسع رحمتك وعظيم مغفرتك واجعل منزلته في الفردوس الأعلى إنك سميع عليم مجيب. مدير جامعة القصيم