على الرغم من مرور سنة ونيف على انطلاق الثورة السورية العارمة ذات المنحى السلمي في طريق التحرر من الظلم والاستبداد، والتي ما فتئت تزف قوافل الشهداء ومن كل الأعمار والفئات، وكأني بالشعب السوري الأبي وقد أعلنها صرخة لا همس فيها؛ أن لا حياة تحت وطأة الحكم البعثي العبثي. ما يحدث في سوريا ليس ثورة جياع ولا انقلاب أطماع ولا طائفية صراع أو انفلات رعاع، بل أولية تاريخية صنعها الشعب السوري وسلاحه قوة الإرادة، إذ لم يضع اعتباراً لدموية السلطة أو شراسة آلتها القمعية. في سوريا يقترف فيها (أزلام البعث) سابقات غير مسبوقات ربما تضارع في طعم الموت وشراسة الأهداف ما حصل من (تدوير للشعب) في كمبوديا في الحقبة ما بين 1975 - 1991م بفعل (الخمير الحمر) حتى آل الأمر إلى فرض السلام بقوة أممية) في بنوم بنه، وهكذا يراد لسوريا الأرض والشعب. في سوريا رائحة الموت تملأ الأمكنة والكذب والفبركة عبر إعلامهم يخجل منها الكذب وتسخر منه المسخرة، و(شبيحة) النظام يتناوبون ما بين دك المنازل بالدبابات والقنص على أسطح البنايات والقذائف تملأ صناديق الخيار، ومع هذا هناك انتخابات تجرى وتصويت يقترع على صناديق التوابيت. في سوريا ترتعد فرائص الموت من منوعات القتل، ويرتبك العداد وهناك يتزيف المندوب (الأممي) على واقع الحال بما هو غير مُبشّر› وبما يتبرأ منه الصادق (جعفر). في سوريا تتوارى العدالة إلا في مشاريع الموت؛ إذ لا فرق بين طفل وشيخ ورجل وامرأة فالكل متساوون تحت قصف (الهاون) فهناك يدفن الناس أحياءً، وتخرج الجثث من القبور ربما للإجهاز عليها مرة أخرى..! في سوريا طبيب العيون قد عميت بصيرته ودروس النواميس السياسية لم تستوعب بعد، والرفاق كل يتحسس موضع رقبته فيما هم يُعمِّدون القائد بالتراتيل الروسية وبالبخور الصيني ويعوذونه بالتمائم الإيرانية، ولأنهم زائفون فهم لحفلة العشاء الأخير منتظرون، وبغير الصرامة وما اشتق منها لا يذعنون..! فالعناد أتون الكبرياء وعقاب السماء آت، ولو بعد حين، والله المستعان. [email protected] twitter: Asm0488