ستخوض إسبانيا مباراتها الأولى ضمن منافسات المجموعة الثالثة ببطولة أوروبا لكرة القدم 2012 أمام غريمتها القديمة إيطاليا وهي تزهو بما حققته بعد أن كانت تفتقد هذا الشعور في المواجهات السابقة بين الفريقين، وذلك عقب نقطة تحول محورية في تاريخ المنافسة بينهما قبل أربع سنوات. وبات من المقبول على نطاق واسع الاعتراف بأن اللحظة التي تحولت فيها إسبانيا من منتخب لم يحقق الكثير من الإنجازات إلى فريق صاحب إنجازات ضخمة هي تلك اللحظة التي سدد فيها سيسك فابريجاس ركلة الجزاء الحاسمة التي منحت إسبانيا الفوز على إيطاليا بركلات الترجيح في دور الثمانية لبطولة أوروبا 2008. وكانت إيطاليا تشكل شيئاً شبيهاً بالشبح بالنسبة لإسبانيا حتى ذلك الوقت، لكن بعد أربع سنوات من تلك المباراة، وفي ظل حصدها لقبي بطولة أوروبا وكأس العالم، بات منتخب إسبانيا بقيادة مدربه فيسنتي ديل بوسكي صاحب اليد العليا في المواجهات بين الفريقين. ولم يخض أي من الفريقين فترة استعداد مثالية قبل بطولة أوروبا الحالية التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا، إلا أن فشل أي منهما في اجتياز المجموعة التي تضم كرواتيا وإيرلندا أيضا سيثير الدهشة. وتفتقد إسبانيا، التي تسعى لأن تصبح أول دولة تفوز بلقبين قاريين وبينهما لقب كأس العالم، خدمات المهاجم ديفيد بيا صاحب العدد القياسي من الأهداف مع بلاده، إضافة إلى قلب الدفاع الملهم كارليس بويول بسبب الإصابة. ولا يزال فرناندو توريس البديل المحتمل لبيا في مركز المهاجم الصريح يتعافى من تراجع كبير في المستوى على مدار 18 شهراً، بينما لم يخضع ثنائي الدفاع المؤلف من بيكي وسيرجيو راموس لاختبار فعلي. وتعرضت إيطاليا لفضيحة تلاعب جديدة في نتائج المباريات المحلية، وهو ما حرم منتخبها من خدمات دومينيكو كريشيتو عقب خضوع المدافع الإيطالي للتحقيق من قِبل الشرطة. وبدا أن الاضطراب قد أثر في مستوى المنتخب الإيطالي في الملعب؛ حيث خسر الفريق صفر - 3 أمام روسيا في مباراته الودية الأخيرة في أول يونيو، وهي ثالث هزيمة ودية على التوالي تحت قيادة المدرب شيزاري برانديلي. وقال تياجو موتا لاعب وسط برشلونة الإسباني السابق للصحفيين يوم الخميس الماضي في القاعدة التدريبية لمنتخب إيطاليا في كراكوف: «من الطبيعي أن تشعر بالقلق؛ فثلاث هزائم حتى وإن جاءت في مباريات ودية ليست بالأمر الطبيعي بالنسبة لفريق مثلنا». ومع ذلك استبعد بيكي التكهنات بأنإسبانيا ستكون في مهمة سهلة أمام إيطاليا بسبب مشاكل الأخيرة خارج الملعب. وقال: «يبدو أن إيطاليا قد جرحت إلا أنني لا أرى الأمر على هذا النحو. في الماضي كان الفريق (الإيطالي) يقدم أفضل ما لديه عندما تثور الشكوك حوله». وأضاف «يجب أن نكون في غاية التركيز، وأن نستجمع الحواس الخمس بنسبة 100 في المئة؛ لأننا نتحدث عن منافس من أعظم الفرق في أوروبا والعالم». وقال مدافع برشلونة إن صانع اللعب أندريا بيرلو هو أبرز لاعب في صفوف إيطاليا، كما أثنى أيضاً على القدرة التهديفية للمهاجم ماريو بالوتيلي الذي لا يمكن توقع ما سيقوم به. وأضاف «أعتقد أن لاعباً مثل بالوتيلي يمكنه أن يمنحك الفوز بمباراة إلا أن لاعباً مثل بيرلو يمكن أن يمنحك الفوز ببطولة». وتابع «بيرلو لاعب متكامل. إنه يعرف متى يهاجم ومتى يدافع ومتى يغلق المباراة ومتى يلعب على الهجمة المرتدة. إنه لاعب رائع». إيرلندا - كرواتيا على أي شخص لا يستطيع تقبل فوز تشيلسي الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أن ينظر إلى لقاء إيرلندا وكرواتيا، وهما فريقان يقعان خارج دائرة الترشيحات في أولى مبارياتهما ببطولة أوروبا 2012 اليوم الأحد. وأثبت تشيلسي أنه بالإمكان تجاوز منافسين يضمون لاعبين أكثر مهارة عن طريق أداء دفاعي شامل ومنظم، والاعتماد على الهجمات المرتدة على فترات متباعدة، إلى جانب مساندة الحظ بشكل كبير، وهو ما حدث عندما فاز تشيلسي على برشلونة وبايرن ميونيخ. وسينتظر الجميع ليرى من سيستطيع محاكاة ما حققه تشيلسي من بين 16 فريقاً تشارك في بطولة أوروبا 2012، إلا أن فريق إيرلندا يُعَد فريقاً سيحاول بكل تأكيد القيام بذلك. وفي ظل سجل يخلو من الهزيمة في آخر 14 مباراة، وحفاظها على نظافة شباكها في 11 مباراة منها، من المحتمل أن تثبت إيرلندا أنها منافس عنيد أمام كرواتيا التي تضم مجموعة من اللاعبين الأساسيين كبار السن، الذين يتسمون بأداء بطيء يسهل توقعه أمام دفاع قوي مثل دفاع إيرلندا. وأحصى جيوفاني تراباتوني مدرب إيرلندا علناً فرص فريقه في بلوغ دور الستة عشر، وذلك عن طريق جمع أربع نقاط من ثلاث مباريات في المجموعة التي تضم أيضاً إسبانيا وإيطاليا. وقال الإيطالي تراباتوني لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على الإنترنت: «النتائج الأولى ستكون في غاية الأهمية. إذا حققنا تعادلين فإن بإمكاننا أن نتأهل عن طريق حصد أربع نقاط». وأضاف «يجب أن نحقق الفوز، وأن نلعب ونسجل أهدافاً، إلا أن منافسينا في غاية القوة». وتابع «أفكر في نهائي دوري أبطال أوروبا. امتلك بايرن الكرة لفترة أطول، وكان يستحق الفوز، لكنه خسر في النهاية، بينما صنع تشيلسي أفضل الفرص. تم احتساب 17 ركلة ركنية لبايرن مقابل ركلة ركنية واحدة لتشيلسي.. هذه هي كرة القدم». إلا أن إيرلندا تمتلك على الأقل عذراً مقبولاً للجوئها لأسلوبها الحالي في اللعب؛ حيث يمكن أن تزعم ولها ما يساندها في ذلك أنها تحاول تحقيق أقصى استفادة من مواردها المحدودة مقارنة بتشيلسي الذي كان يحظى بدعم الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش. لكن المقارنة العادلة يجب أن تكون مع باراجواي، وهي دولة صغيرة أخرى لا يقدم فريقها أداء له علاقة بالمتعة، إلا أنه يصعب من مهمة جيرانه الأقوى مثل الأرجنتين والبرازيل. وقال تراباتوتي: «نحن لا نمتلك الكثير من اللاعبين المبدعين، لكننا نمتلك لاعبين من أصحاب الأداءلواضح والصريح. لدينا أسلوبنا الخاص في كرة القدم. لسنا فريقاً من أمريكا اللاتينية، ولسنا فريقاً يمتلك التفوق الخططي. نحن فريق نمتلك شخصيتنا الخاصة، التي أفضلها كثيراً. نعتمد على طريقة تتسم بأنها مباشرة ودقيقة للغاية». وسجلت باراجواي ثلاثة أهداف فقط، وفازت في مباراة واحدة في طريقها لبلوغ دور الثمانية في نهائيات كأس العالم الماضية. كما بلغت باراجواي نهائي كأس كوبا - أمريكا العام الماضي دون الفوز بأي مباراة، رغم أن ذلك كان ممكناً فقط؛ لأن نظام البطولة التي تضم 12 فريقاً يتيح لاثنين من أصحاب المركز الثالث في دور المجموعات التقدم نحو الدور التالي. وتأهلت كرواتيا، التي بلغت دور الثمانية لبطولة أوروبا التي أُقيمت في النمسا وسويسرا قبل أربع سنوات، إلى سبع من أصل تسع بطولات كبرى منذ نيل البلاد استقلالها في 1992. ويشكل الكثير من اللاعبين الذين شاركوا في بطولة أوروبا 2008 العمود الفقري للفريق الحالي، ويُعَدّ الحارس ستيبه بلتيكوسا والمدافعون يوسيب سيمونيتش وداريو سرنا ولاعبا الوسط نيكو كرانيتشار ولوكا مودريتش عناصر أساسية في تشكيلة المدرب سلافن بيليتش الذي يفضل طريقة لعب 4-4-2. ويمثل القائد سرنا البالغ من العمر 30 عاماً وصانع اللعب مودريتش، الذي تألق في توتنهام هوتسبير الإنجليزي في أغلب فترات الموسم المنقضي، حتى تعثر هو وفريقه في المراحل الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، أكثر العناصر تأثيراً في صفوف الفريق. وقال المدرب بيليتش إنه يمتلك عدداً من الخيارات بينما أصاب تراباتوني الكثيرين بالدهشة بعدما أعلن تشكيلة الفريق قبل أسبوع من المباراة. وللمصادفة كان كارلوس ألبرتو بيريرا مدرب البرازيل قد فعل الشيء ذاته عندما افتتح الفريق مشواره في كأس العالم 2006 أمام كرواتيا. وفازت البرازيل 1 - صفر إلا أن التوقع الأكثر ترجيحاً يأتي من اللقاء الأخير بين الفريقين، وهو لقاء ودي جرى في أغسطس - آب الماضي، وانتهى بالتعادل دون أهداف.