ستكون كرواتيا مرشحة للحصول على النقاط الثلاث في أولى مبارياتها ضمن المجموعة الثالثة عندما تواجه جمهورية ايرلندا التي تخوض نهائياتها الثانية بحظوظ تبدو في كل المقاييس ضعيفة. وتتطلع كرواتيا بقيادة المدرب سلافن بيليتش إلى تكرار انجاز مونديال 1998 حين حلت ثالثة في كأس العالم التي احتضنتها فرنسا وعندما كان المدرب الحالي لاعبا في صفوفها. ويتعيّن على المدافع الدولي السابق بيليتش (44 مباراة دولية و3 أهداف) ورجاله بذل جهود مضاعفة للتأهل إلى ربع النهائي عن هذه المجموعة الثالثة. وأعلن بيليتش مرات عدة أنه يهدف إلى بلوغ الدور ربع النهائي على الأقل رغم وجود أسبانيا وإيطاليا، "سنذهب إلى هناك من أجل الفوز وسأصاب بخيبة أمل كبيرة في حال لم ننجح في تخطي الدور الأول". وسطع نجم بيليتش كمدرب لا بل أصبح بطلا قوميا بعد فوز كرواتيا على انجلترا 3-2 على استاد ويمبلي في لندن عام 2007، وحرم الانجليز من التأهل إلى كأس أوروبا في سويسرا والنمسا، حيث حلت كرواتيا خامسة لكنها فشلت في التأهل بعد ذلك إلى مونديال 2010 في جنوب افريقيا. لكن نجم كرواتيا لم يسطع كمنتحب كبير يحسب له الف حساب رغم أنها لم تهزم إلا 7 مرات في آخر 62 مباراة كان آخرها أمام اليونان، بطلة 2004، في الجولة الأخيرة من تصفيات المجموعة السادسة (0-2) ففقدت الصدارة وتعين عليها خوض الملحق حيث نجحت في الثأر من تركيا وتأهلت الى النهائيات (3-0 ذهابا في اسطنبول، و0-0 ايابا في زغرب). وكانت تركيا اخرجت كرواتيا من ربع نهائي كأس أوروبا 2008 بركلات الترجيح. ويضيف "سنحاول فرض أسلوبنا في كل مباراة والسيطرة والتحكم بالمجريات وصنع أكبر فرص، وبهذه الطريقة فقد نجحنا معظم الأحيان في تحقيق الفوز، يدور الحديث دائما عن أسبانيا، لكن من خلال نظرة إلى نتائجها في كأس أوروبا 2008، نجد انها فازت على ايطاليا بركلات الترجيح في ربع النهائي، ثم خسرت أمام سويسرا (0-1) في مونديال 2010، وعانت أمام هندوراس (2-0) وتشيلي (2-1)، ولذلك أنا متفائل". من جانبه، لا يتردد القائد المخضرم داريو سرنا (30 عاما) في التأكيد على قدرة كرواتيا ببلوغ ربع النهائي رغم وجود أسبانيا وإيطاليا، ويقول "اللعب ضد أسبانيا هو حلم كل لاعب، لا ينبغي أن نعطي لأنفسنا حظوظا كبيرة، لكن لدينا أسلوب نستطيع من خلاله أن نصنع مشاكل للآخرين". ورأى سرنا "مباراتنا الأولى مع ايرلندا، ولدينا شعور أننا نستطيع الفوز بها، وهي ستكون بداية مشوار التأهل إلى ربع النهائي". ويعتمد بيليتش على مجموعة كبيرة من أصحاب الخبرة مع الأندية الأوروبية لكنه تلقى ضربتين لانه سيفتقد خدمات لاعب وسط هامبورج، إيفو ايليسيفيتش بسبب تعرضه لاصابة في ربلة الساق خلال تمارينه مع المنتخب، ما اضطره إلى استدعاء لاعب دينامو زغرب سيمي فرساليكو (20 عاما) الذي لم يخض سوى ثلاث مباريات دولية حتى الآن. كما فقد أيضا خدمات مدافع ليون الفرنسي ديجان لوفرن ثم لحق به المهاجم المخضرم ايفيكا أوليتش بسبب اصابة في فخذه تعرض لها خلال المباراة الودية ضد النرويج (1-1). وسيعوّل بيليتش بشكل أساسي على نجم وسط توتنهام الانجليزي لوكا مودريتش وزميله في الفريق اللندني نيكو كرانيكار، اضافة إلى ايفان بيريسيتش (بوروسيا دورتموند الألماني) وماريو ماندزوكيتش (فولفسبورج الألماني) ونيكيسا ييلافيتش (ايفرتون الانجليزي). وفي الجهة الايرلندية، تبدو مهمة المدرب الإيطالي الفذ جوفاني تراباتوني صعبة في هذه المجموعة، خصوصا ن منتخبه لا يتمتع بالخبرة الدولية الكافية كونه لم يشارك في البطولة سوى مرة واحدة فقط وكانت عام 1988 حين خرج من الدور الأول. ولا تعطي التوقعات ومكاتب المراهنات ايرلندا نسبة كبيرة في تجاوز الدور الأول بعد غياب 24 عاما عن المشاركة في هذه المسابقة استنادا إلى تاريخها ونتائجها في النهائيات وكذلك في كأس العالم حيث شاركت آخر مرة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وخرجت من الثاني بركلات الترجيح على يد أسبانيا قبل 10 سنوات وليس أسبانيا اليوم. ولا يزيد تأهل جمهورية ايرلندا عن طريق الملحق بعد أن حلت ثانية في المجموعة الثانية خلف روسيا وأمام ارمينيا وسلوفاكيا ومقدونيا واندورا، ثم تخطت استونيا (4-0 ذهابا في تالين و1-1 ايابا في دبلن)، كثيرا من الأوراق لتكون لاعبا أساسيا في هذه المجموعة. وتعتبر المباراة الأولى لايرلندا مع كرواتيا المحك لتراباتوني (72 عاما) الذي بدأ الاشراف على المنتخب الايرلندي عام 2008، ومواطنيه ماركو تارديلي وفاوستو روسي، قبل المواجهتين الصعبة مع أسبانيا في الجولة الثانية، والاصعب مع إيطاليا في الثالثة الأخيرة في الدور الأول والتي تكون فيها الحسابات معقدة ومركبة بالنسبة إلى جميع المنتخبات. ويدرك تراباتوني أن استمرار رجاله في المشوار الأوروبي من عدمه يتوقف على نتيجة المباراة الأولى، ويقول "إذا فزنا على كرواتيا في المباراة الأولى وهذا محتمل، ستكون الثانية مع اسبانيا، إذا فزنا في المباراة الأولى، ستكون الثالثة (ضد إيطاليا) هي الحاسمة". ويبدو أن تراباتوني على غرار الكثير من المدربين يبقي للحظ مكانا في الفوز والخسارة ويؤمن أيضا بان لا كبير في كرة القدم، والدليل فوز الدنمارك باللقب وهي التي استدعيت في اللحظة الأخيرة عام 1992 لتحل محل يوفوسلافيا المشغولة بحرب داخلية أدت إلى تقسيمها. ويقول تراباتوني في هذا الصدد "الجميع كانوا يعتقدون بان برشلونة سيحرز دوري ابطال اوروبا لكنه خسر، الدنمارك مثلا كانت في اجازة وبعد أن استدعيت للمشاركة احرزت كأس أوروبا عام 1992". ويضيف "أنا مثلا، لعبت ضد أفضل لاعب في العالم يوما ما هو (البرازيلي) بيليه، كنت اعتقد يومها أني قد أموت ولا أملك الفرصة، لكني في النهاية فزت في المباراة". ويشدد المدرب الإيطالي العجوز على "حكمة" مفادها أن الأفضل لا يفوز دائما، ويؤكد "نظريا، من الطبيعي القول أن المنتخبات الأقوى هي التي تفوز عادة، والمباراة 90 دقيقة يعني هناك 90 دقيقة، هناك مباريات تخسر فيها المنتخبات بلحظة واحدة نتيجة خطأ ما، هذه هي كرة القدم".