بمأساة وحشية، أطلق النظام السوري عفاريته من عقاله؛ جرّاء المذبحة، التي قام بها بمنطقة «الحولة» في مدينة حمص السورية، والتي راح ضحيتها «114» شهيداً، بينهم «55» طفلاً، وعشرات الأمهات، الأمر الذي يتعذر معه تصديقه في بادئ الأمر؛ لتضاف هذه الجريمة إلى سجل جرائم النظام تحت سمع، وبصر المراقبين الدوليين، الذين منحوا النظام رخصة؛ لتنفيذ هذه الجريمة. هذه المجزرة، هي الأسوأ في فصول الانتفاضة السورية، حيث شكّلت انتهاكا فاضحا للقانون الدولي، لا سيما وأن الحكومة السورية، تعهدت أمام العالم بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة. ولا يكفي أبدا أن يكون هذا هو ردّ الفعل النهائي لما حدث. فالانتفاضة السورية، ليست حقلا للتجارب، أو ميدانا لتصفية الحسابات، وإلا لكان عكس ذلك، مؤامرة حقيقية على ثورة الشعب السوري. تشير الوقائع في كثير من الأحيان، إلى أسوأ مما كان يُتصور. فالنظام السوري، لا يستطيع التنصل من المسؤولية عن «مجزرة الحولة»، وإن بذل جهده؛ للتحلل من تداعيات الهزّة الوجدانية التي أحدثتها المجزرة. فمنظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان، اتهمت بلهجة لا لبس فيها، ولا غموض: قوى الأمن السورية بارتكاب الجريمة. ومثل هذا الاتهام، يُعتبر نمطا لنطاق الانتهاكات، التي ارتكبها النظام الحاكم؛ لتكون بمثابة جرائم ضد الإنسانية، وهو ما شهد به الأمين العالم الحالي للأمم المتحدة بان كي مون، حين قال: «نحن نرى قصفاً للأحياء السكنية بطريقة عشوائية، واستخداماً للمستشفيات كمراكز للتعذيب، واعتداءات ضد أطفال بعمر عشر سنوات.. إن الأمر يتعلق بكل تأكيد، بجرائم ضد الإنسانية». يُنبئ المشهد مع الأسف بنذر حرب طويلة، باتت نذرها ظاهرة للعيان، الأمر الذي سيضطر معه مجلس الأمن الدولي، بالعمل على إصدار قرار بالتدخل العسكري؛ لضرب مفاصل الجيش السوري، وترسانته العسكرية، وهو ما يتطابق مع القرارات الواجبة؛ لحماية الشعب السوري، بما في ذلك بنود الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة، أو أن تقوم مجموعة أصدقاء سوريا بواسطة تركيا بالعمل نفسه؛ من أجل حماية المدنيين. دماء أطفال الحولة أغلى كثيرا من حكم حزب البعث، ومن موقع الرئيس. وعندما تفشل الرؤية الدولية تجاه هذه القضية، فإن تلك الجرائم المغولية لا تسقط بالتقادم، وسيتحمل رئيس العصابة الأسدية المسؤولية الأكبر؛ لما يحدث من انتهاكات بشعة، تقترفها قواته. وستحكي الأرض قصصا أشد إيلاما، ومآسي تضاهي مجازر العالم، ولكن بعد سقوط النظام السوري؛ إلا أنني مع كل هذه الرؤية السوداوية، متفائل بإذن الله مع ميلاد كل يوم جديد، بأننا تقترب خطوة من تحقيق الهدف الكبير. [email protected]