دمشق- بيروت- نيويورك- باريس- وكالات توالت ردود الفعل الدولية الغاضبة على المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية وأودت بحياة 92 شخصاً بينهم 32 طفلاً بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، في حين ذكر ناشطون سوريون أن عدد القتلى الذين سقطوا في مجزرة الحولة ارتفع إلى 106 مواطنين بينهم 25 طفلاً. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كوفي أنان أمس أن مجزرة الحولة تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وذلك بحسب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي. وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي أمس في بيان نقل عن الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني عن استنكارها وإدانتها الشديدتين لاستمرار استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الحكومة السورية ضد المدنيين العزل. كما دعت الإمارات العربية المتحدة إلى عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية لبحث مجزرة الحولة. ودانت فرنسا من جانبها مجزرة الحولة بحسب ما نقل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, كما أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي عن صدمته للقصف على منطقة الحولة. وقال في بيان (عدم وضع النظام السوري حداً لأعمال العنف الوحشية بحق شعبه هو أمر يثير الصدمة.. ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة). في حين ذهب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى أبعد من ذلك عندما أعرب عن النية بالمطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال الوزير البريطاني في بيان (باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا تمهيداً لبلورة رد دولي قوي شملت مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والمنظمات المكلفة حقوق الإنسان داخل الأممالمتحدة). وغداة المجزرة توجهت بعثة للمراقبين الدوليين إلى مدينة الحولة ودان رئيسها روبرت مود (المأساة الوحشية)، وأكد مود أمام الصحافيين أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف استخدام مدفعية الدبابات في قصف المدينة. وأشار إلى أن الظروف التي أدت إلى هذه المأساة (لا تزال غير واضحة)، مضيفاً (كائناً من كان الذي بدأ، وكائناً من كان الذي رد، وكائناً من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية). وأعلن ما يسمى ب(الجيش السوري الحر) أمس السبت أنه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان، إذا لم يتحرك مجلس الأمن بسرعة لحماية المدنيين عبر توجيه ضربات جوية لقوات النظام السوري. وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل (نعلن أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة أنان إلى الجحيم). وكشف مون الجمعة أن المجموعات السورية المسلحة تسيطر حالياً على أجزاء (كبيرة) من بعض المدن ومن أن خطر نزاع شامل يتزايد. وقال بان في تقرير بشأن الوضع في سوريا إن القوات الحكومية السورية ما زالت ترتكب انتهاكات (كبيرة) لحقوق الإنسان بينما يصعد متمردو المعارضة من عملياتهم.