دعت دولة الإمارات العربية المتحدة السبت إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين في مدينة الحولة السورية وأثارت تنديدا دوليا عارما. جاءت هذه الدعوة على لسان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، الذي أكد أن "مثل هذا الاستهداف للمدنيين لايمكن أن ترضى به أي من الشرائع ويمثل انتهاكاً لإنسانيتنا ورمزاً مأساوياً لفشل جهودنا المجتمعة عربياً ودولياً لإيقاف العنف تجاه المدنيين في سوريا"، حسبما أوردت وكالة أنباء الإمارات "وام". وأشارت الوكالة إلى أن وزير الخارجية الإماراتي اتصل بالمبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سوريا كوفي انان وبأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي "لبحث تداعيات تلك المجزرة"، مناشدا "جامعة الدول العربية أن تتحمل مسؤولياتها القومية من خلال تفعيل كافة الحلول التي تضمن حماية المدنيين السوريين". وتابعت الوكالة أن "دولة الإمارات وجهت طلبا للأمين العام لجامعة الدول العربية لعقد اجتماع عاجل حول هذا الشأن". من جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأنان السبت أن مجزرة الحولة التي تؤكد المعارضة السورية تورط النظام بارتكابها تشكل انتهاكا "صارخا ورهيبا" للقانون الدولي. وأكد بان وانان أن "هذه الجريمة الصارخة والرهيبة التي استخدمت فيها القوة في شكل أعمى وغير متكافىء تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولالتزامات الحكومة السورية بوقف استخدامها السلاح الثقيل في المدن و(بوقف) العنف مهما كان". وشددا على أن "منفذي هذه الجرائم ينبغي محاسبتهم". من جهته، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أن الموفد الدولي كوفي انان اتصل السبت برئيس المجلس المستقيل برهان غليون منددا ب"الجريمة النكراء" في مدينة الحولة السورية ومؤكدا أنه "سيطرح الموضوع بشكل قوي" أمام رئيس النظام السوري بشار الأسد. ارتفاع ضحايا المجزرة إلى 114: إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة ضحايا المجزرة في مدينة الحولة السورية ارتفعت إلى 114 قتيلا بينهم 32 طفلا بعدما تم تسليم المزيد من جثامين الضحايا. وقال المرصد في بيان: "ارتفع إلى 114 عدد الشهداء الذين سقطوا منذ الجمعة في منطقة الحولة بمحافظة حمص بينهم 32 طفلا بعدما تم تسليم المزيد من جثامين الشهداء والعثور على جثامين أخرى السبت". وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "هذه الجثامين الاضافية تم تسليمها في وجود المراقبين الدوليين الذين زاروا الحولة اليوم"، لكنه أوضح أن "عملية التسليم تمت بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس بعثة المراقبين وتحدث فيها عن مقتل 92 مدنيا".