صدر كتاب «من أعلام الوطن.. جهجاه بن بجاد بن حميد» تأليف محمد بن نايف بن جهجاه بن حميد.. والكتاب يسلط الضوء على إحدى الشخصيات التي كان لها شرف المساهمة في بعض معارك توحيد هذه الدولة المباركة. ويقول المؤلف: ولد الشيخ جهجاه بن بجاد في نهاية القرن الثالث عشر الهجري تقريباً (عام 1291ه وتوفي عام 1352ه) في بادية نجد وصارع معترك الحياة بطبع البداوة، وتعلم في حياته الشيء الكثير من خلال ما تفرضه الظروف عليه وعلى غيره من رجالات القبائل آنذاك. وذكر الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد في جريدة الجزيرة يوم 9 من شهر صفر عام 1416ه بداية نزول الشيخ جهجاه بن بجاد عروى عام 1337ه وبقى مقيماً فيها حتى مر بهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- عندما كان متوجهاً إلى تربة فذهب إليه كل من الشيخ سلطان بن محمد بن هندي والشيخ جهجاه بن بجاد ووجها له الدعوة لاستضافته في عروى فأجابهما لطلبهما وحضر جلالته المناسبة المعدة له هو وجميع بيارقة التي كانت معه والمتجهة للحجاز، وبعد الحفل الذي أقيم لجلالته اجتمع به جهجاه بن بجاد وسلطان بن محمد وطلب منه إقامة هجرة لهم في عروى والسماح لهم باستيطانها والاستقرار فيها. فأجابهم الملك بأسلوبه المتواضع المعهود والبعيد عن التكلف بقوله: ما يخالف، لكن سلطان بن محمد من أهل الغطغط، أما جهجاه بن بجاد فأعرف أنه بدوي يشد وينزل. فقال سلطان: صحيح أنا من سكان الغطغط، ولكن جهجاه استمالني.. فقال الملك: ما يخالف. وشاركوا معه في وقعة تربة عام 1337ه. وكان جهجاه بن بجاد رجلا عادلا يحب الخير، ويسعى بإصلاح ذات البين ومساعدة الفقراء والأيتام والمساكين، تقيا ورعا يخاف الله، وكان يؤم المصلين إذا تأخر الإمام عن الحضور. وعن علاقة الشيخ العلامة حمد الجاسر بالشيخ جهجاه خصص المؤلف الفصل الرابع من الكتاب للحديث عن هذه العلاقة. ويقول الشيخ حمد الجاسر عن جهجاه بن بجاد: بدا لي منذ الوهلة الأولى التي اجمعت به فيها أثناء السفر من الرياض إلى عروة ثم بمخالطتي له في مجالسه الخاصة والعامة من أرق الناس خلقا وأسمحهم نفسا لا أثر للبادية في شيء من طباعه سوى صفاء النفس والبساطة والوضوح.