لا يقدر أصحاب الفضل والمكانة إلا كل ذي فضل ومقام,, فلا شك أن العناية بتكريم فضلاء البلاد من الأدباء والمفكرين والمسهمين بجهدهم وعلمهم في نهضتها ورفعة شأنها أمر يستدعي الوقوف عنده وابداء التقدير والامتنان لأصحاب المبادرة فيه والقائمين عليه، مع ان ذلك ليس بالمستغرب ولا الجديد من أولياء أمور هذه البلاد، وشيمهم الوفاء ودأبهم حسن الجزاء وتقدير اصحاب الجهود والمقامات من الناس وحسن الشكر لهم على جميل ما صنعوا وقدموا لأمتهم وبلادهم. وما رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، نصير أدباء البلاد ومثقفيها لحفل انشاء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية ومركز حمد الجاسر للثقافة إلا دليل واحد وشاهد صدق على السيرة الحميدة والمسلك الكريم الذي دأبت عليه هذه الدولة في تكريمها للعاملين في خدمة العلم والأدب والثقافة، وحرصها على تشجيع وتنمية اتجاهات البحث العلمي وحركة الأدب والثقافة في المملكة. وحمد الجاسر رحمه الله الباحث اللغوي الجغرافي المحقق الثبت وأحد أركان الحركة الصحفية الحديثة في البلاد ومؤسسيها يأتي في طليعة رجال البحث العلمي الذين أشربت قلوبهم حب العلم والدرس الجاد فنهلوا من معينه وكانوا هم مورداً عذباً لمن حولهم ومن بعدهم، فهو رحمه الله أستاذ لجيل ممن تتلمذ على أدبه وغزير علمه ومنهجه في البحث، وإنه ليس ما هو ادعى لتنمية روح البحث العلمي ودفعه قدماً إلى الأمام من تكريم العلماء والعمل على نشر نتاجهم وابداعهم، وله رحمه الله نتاج كبير في مجالات علمية متعددة. وانشاء مركز حمد الجاسر للثقافة والمؤسسة الخيرية كفيل بعون الله باخراج تراث الشيخ الجاسر وكافة أعماله العلمية والأدبية وتعميم نشرها والدعوة إلى دراسة آثاره، والأمل ان يكون هذا المركز منار اشعاع علمي وثقافي إلى جانب المؤسسات المماثلة في المملكة التي تتولى النهوض بحركة البحث العلمي ونشر العلم والمعرفة ومواصلة رفع لواء الثقافة الخاصة للأمة كلها. ورحم الله علَّامة الجزيرة حمد الجاسر رحمة واسعة وعوض عنه في أمته خير الخلف.