تمر ذكرى البيعة السابعة لخادم الحرمين الشريفين والعالم من حولنا يعاني من الخوف والجوع ونقص في المال والأنفس وهو ما يستدعي أن نتأمل في قيمة الأمن والاستقرار والتآلف والوحدة الوطنية. ويظل الملك عبدالله آسراً لقلوب شعبه بعفويته وصدقه وشفافيته وتبسطه مع الناس وحرصه على إنصاف الضعفاء وتلقي مظلماتهم. اللحمة الوطنية ليست استعراضاً إعلامياً أو تعميه ثقافي فلا تقوى كل آلات الإعلام على اختلاق ما لا وجود إليه والدليل حولنا قائم وقريب في ليبيا وتونس ومصر وسوريا، إن اجتماع الشعب السعودي حول ولي أمرهم وقائدهم له ما يبرره شرعا، فطاعة ولي الأمر وردت في القرآن الكريم مقترنة بطاعة الله ورسوله لعظم منزلتها. قال الله عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} - النساء 59 - وقال صلى الله عليه وسلم: (على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة), (ومن خرج من الطاعة، وفارق الجماعة, فمات، مات ميتة جاهلية). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك). كما أن التفاف الشعب حول قائدهم له أيضاً أسباباً أخرى تتعلق بمعاش الناس وتحسن واقعهم عن ذي قبل في أمور عديدة تتعلق بجيل الشباب تحديداً، حيث اتساع التعليم وتنوع مجالاته داخلياً وخارجياً، مكافأة الباحثين عن عمل، الفرص الوظيفية المتعددة التي طرحتها مختلف الوزارات. الذي تحقق كثير وطموحات الشباب مازالت كثيرة، والفأل في تحققها هو السائد، ذلك أن الرغبة في الإصلاح كبيرة كما أن النمو الاقتصادي الذي شهدته المملكة خلال الأعوام السبعة الماضية كان نمو متصاعداً يجعل من تحقق الطموحات متاحاً. التنمية تقوم على التخطيط والاقتصاد وتهدف إلى تأهيل الموارد البشرية القادرة على العمل والإنتاج في ظروف عملية تسودها العدالة وتساوي الفرص وتحقق الرفاهية للمواطن ولا شك عندي وعند كل مواطن سعودي منصف أن والدنا عبدالله يحلم بأن يحقق لشعبه ليس شيئا من هذا فحسب، بل كل هذا ويزيد.