دمشق - بيروت - نيويورك - جنيف - وكالات: خرجت أمس تظاهرات حاشدة مناهضة للنظام السوري في «جمعة أبطال جامعة حلب» في أنحاء البلاد، في ظل تواصل العمليات العسكرية ضد الشعب السوري، حسبما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مدينة حلب تشهد «اكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات» في منتصف مارس 2011 وذلك «رغم القمع الذي ووجهت به تظاهرة الخميس التي ترافقت مع وجود المراقبين في جامعة حلب. وقال عبد الرحمن إن «عشرات الآلاف يتظاهرون في كل سوريا في أضخم تظاهرات منذ إعلان وقف إطلاق النار» في منتصف ابريل. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن «مدينة حلب تعيش انتفاضة حقيقية»، مشيرا إلى خروج عشرات التظاهرات في إحيائها وفي مناطق الريف. وأشار الحلبي إلى أن «معظم التظاهرات ووجهت باطلاق النار من قوات الأمن التي اعتقلت عشرات المتظاهرين». وذكر نشطاء من المعارضة السورية أن سبعة أشخاص قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن السورية النار على أشخاص كانوا في طريقهم من المساجد للمشاركة في مظاهرات مناهضة للحكومة أمس. وقال الناشط عمر حمصي «خمسة من القتلى من حمص بينما قتل اثنان آخران بمناطق عند أطراف العاصمة دمشق». كما قتل عنصران من القوات النظامية وجرح آخرون، مدنيون وعسكريون، أمس في انفجارات عبوات ناسفة في مدن سورية مختلفة، حسبما أفاد الإعلام الرسمي السوري. وذكر التلفزيون السوري أن «انفجارا وقع قرب جامع العباس في حي برزة» في العاصمة السورية، ما اسفر عن وقوع جرحى بينهم نساء واطفال». وفي حماة (وسط)، أفادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن «عنصرا من قوات النظام قتل وأصيب ضابطان وعدد آخر من العناصر في انفجار عدة عبوات ناسفة زرعتها مجموعات مسلحة، أثناء محاولة تفكيكها بين دواري البحرة والأعلاف». وفي حلب (شمال)، ذكرت الوكالة أن «مسلحون فجروا عبوة ناسفة قرب دوار الشعار عن بعد خلال قيام عناصر من الهندسة بتفكيكها ما أدى إلى مقتل المساعد أول حسن حسين الحاضري وإصابة عدد من عناصر حفظ النظام بينهم ضابط أسعفوا الى المشفى العسكري في المدينة». وفي دير الزور (شرق)، أحبطت الجهات المختصة محاولة تفجير سيارة مفخخة وألقت القبض على المتورطين، بحسب الوكالة. وفي ريف دمشق، أشارت الوكالة إلى أن «الجهات المختصة ضبطت سيارة مفخخة بحوالى 600 كيلوغرام من المتفجرات في منطقة الملحية». الى ذلك، اعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان امس ان القضاء السوري اصدر حكما بالاعدام بحق الناشط محمد عبد المولى الحريري، المعتقل منذ 16 أبريل، بعد تجريمه بجناية «الخيانة العظمى» معتبرة الحكم «باطلا» لاستناده إلى اعترافات انتزعت منه «تحت التعذيب الوحشي». ونقل الحريري إلى سجن صيدنايا العسكري تمهيدا لتنفيذ الحكم، بحسب البيان. وعلى الصعيد السياسي، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس أن القاعدة قد تكون مسؤولة عن الاعتداءات الاخيرة في سوريا. واشار بان خلال «لقاء مع شبان» حول سوريا ووزع مكتبه نص اللقاء الى «اعتداء ارهابي خطير وكبير وقع قبل عدة أيام» في سوريا. وقال «أعتقد أن القاعدة تقف وراء» هذا الاعتداء. ولكنه لم يوضح الاعتداء الذي أشار اليه. ووقع اعتداء مزدوج الأسبوع الماضي في دمشق أوقع 55 قتيلا. بدوره، يتوجه وسيط الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان «قريبا» الى سوريا، حسبما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي امس. وقال فوزي في لقاء صحافي في جنيف «يمكننا توقع زيارة قريبا». وأضاف «سبق أن قلنا إن المبعوث المشترك يدرس دعوة لزيارة سوريا». وأعلن فوزي أن احد مساعدي أنان سيتوجه إلى سوريا كذلك. ولم يرغب المتحدث في تقديم تفاصيل خطة سفره «لدواع امنية». من ناحية اخرى، استخفت فرنسا أمس بالتصريحات الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد الذي دعا فيها نظيره الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند إلى «التفكير في مصالح فرنسا» وتغيير سياستها حيال دمشق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في ندوة صحافية «ليس بتصريحات مماثلة يحمل بشار الأسد الناس على أن ينسوا أن قواته الامنية تواصل قتل شعبه وانه لم يبدأ بعد في تطبيق خطة كوفي انان» وسيط الاممالمتحدة. وخلص المتحدث الى القول «على بشار الاسد ان يدرك، بعد 14 شهرا على الازمة، إن القمع الدامي الذي تقوم به قواته الأمنية هو الذي يهدد بإغراق سوريا في فوضى تؤثر على الاستقرار الإقليمي».