أشاد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، بالمنجزات الرائدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- التي ارتقت بالمملكة إلى مدارج التقدم والازدهار. جاء ذلك في ثنايا كلمة معاليه بمناسبة الذكرى السابعة للبيعة التي تصادف السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من كل عام التي قال فيها: حفلت سبع سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين بالمنجزات وارتقت فيها المملكة إلى مدارج التقدم والازدهار وأضحت مسيرة التحديث والتطوير شاهدة على جهوده - حفظه الله - في الرقي والبناء. لقد عمق خادم الحرمين الشريفين التمسك بثوابت المملكة وأسسها الشرعية، وسار على نهج الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأبنائه الملوك السابقين - رحمهم الله - في تطبيق كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلهما دستوراً للحياة ومنهجاً لتحقيق الرقي للوطن والرفاه للمواطنين. لقد أولى - حفظه الله - الحرمين الشريفين جل اهتمامه إيماناً منه بشرف خدمتهما، حيث مهوى قلوب المسلمين ومقصدهم وأشرف بقاع الأرض، فأثمر هذا الاهتمام بالعديد من المشروعات الكبرى في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة. كما حرص - أيده الله - على راحة الحجاج والمعتمرين والزوار، وذلل السبل ليؤدوا مناسكهم في راحة وسكينة وأمن واطمئنان، وأقام عدداً من المشروعات العظيمة في المشاعر المقدسة، ومن أهمها توسعة المسجد الحرام والمسعى، وجسر الجمرات توسعة لم يشهد التاريخ لها مثالاً، وإيجاد قطارات حديثة تسهل تنقل الحجاج وتنظم حركتهم، وغيرها من المنجزات المباركة التي يلمسها الحاج والمعتمر في تلك المشاعر. إن الدعم السخي الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين للعمل الإسلامي، ولرابطة العالم الإسلامي وبرامجها، أسهم بالدفع بها إلى ما يحقق آمال الشعوب الإسلامية، مما أعانها على تحقيق أهدافها، وسهل لها بث رسالتها الإسلامية العالمية في أرجاء الأرض. إن المملكة شهدت في مجال الاقتصاد والتنمية منجزات كبرى، ظهر ذلك بوضوح في الميزانية العامة للدولة التي تحفل كل عام بالمبالغ المخصصة لمشروعات البناء والتنمية، وفي المدن الاقتصادية الكبرى، وفي الجامعات العديدة في أنحاء المملكة، وفي إنشاء أكبر جامعة في العالم الإسلامي للعلوم والتقنية، وغير ذلك من مشروعات التنمية. حرص خادم الحرمين الشريفين على وحدة الأمة الإسلامية وحثه على توحيد الصف الإسلامي، وحرصه على التكامل والتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، ودعوته إلى انتقال هذه الدول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، مما يحقق لها القوة والمنعة والمزيد من التقدم الحضاري الشامل. لقد ظهر من خلال العلاقات الخارجية للمملكة أنموذج السياسية المتزنة، التي تنبئ عن شخصية خادم الحرمين الشريفين السياسية وحنكته القيادية، وبرز حضوره القوي والمشرف في المحافل الدولية، وجاءت زياراته العديدة للدول العربية والإسلامية والصديقة لتوثق الروابط الدينية والأخوية والمصالح المشتركة، ولتفتح أوسع الأبواب للمحبة والأمن والسلام في العالم كله وقد أدرك - أيده الله - أهمية الحوار وأثره في نشر الوعي والثقافة والتعاون والتعايش بين الشعوب الإنسانية، فرسخ معاني الحوار ودعا إليه انطلاقاً من قول الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. لقد قدر العالم لخادم الحرمين الشريفين - أيده الله - مبادراته الإنسانية ومن ذلك علاج المرضى على نفقته وتحت إشرافه ومتابعته، كما قدر الجميع حرصه على مواساة المنكوبين والمتضررين من الحوادث والكوارث وتقديم الدعم لهم والإحساس بشعورهم والألم لألمهم، انطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وأسال الله العلي القدير أن يديم ازدهار المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأن يبقيا ذخراً للوطن وللأمة الإسلامية.