قصص غريبة نشرتها جريدة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم الأربعاء الموافق 9 مايو 2012. وقد وردت هذه القصص في تقرير يكشف ما يدور في الأحياء التي تقطنها جماعات يهودية متدينة في بروكلين بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة.. والتقرير بقلم «شارون أوتيرمان» و»ري ريفيرا»، والاسم الأول يبدو يهودياً.. الأمر الذي ينفي أي احتمال أن يكون التقرير منحازاً ضد اليهود، فضلاً عن أنه لو كان منحازاً ضد اليهود لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز بالذات. يتحدث التقرير عن قصص الأطفال اليهود الذين يتعرضون للاعتداءات الجنسية على يد أشخاص متدينين من داخل المجتمع اليهودي.. ولكن عندما يتقدم ذووهم إلى الشرطة لشكوى هؤلاء الأشخاص يتفاجأون بانتقادات ومقاطعة المجتمع اليهودي الذي يعتبر أن اللجوء إلى الشرطة هو استعانة ب «غير اليهودي» على «اليهودي»، وهو ما يتناقض مع التعاليم الدينية اليهودية التي تحرم الاستعانة بغير اليهود في مثل هذه الحالات!! يتحدث «موردخاي جينجريز»، وهو رجل يهودي متدين، إلى الجريدة فيقول: إن إبنه المعوَّق ذهنياً قد تعرض للاعتداء الجنسي من قِبَل شخص يعمل في إحدى المدارس الدينية.. وعندما قدَّم هذا الأب شكوى إلى الشرطة تمت مقاطعته من جيرانه وأصدقائه وتم طرده من الشقة التي يسكن فيها بعد أن فشلوا في إقناعه بالعدول عن تقديم الشكوى! وقصص أخرى غريبة يرويها يهود آخرون يعيشون في هذه الأحياء اليهودية. تقول إحدى السيدات: إن ابنها تعرض للاعتداء الجنسي على يد شخص يعمل في مدرسة دينية يهودية، وعندما اشتكت إلى الشرطة فوجئت باحتجاج بعض الحاخامات وأفراد المجتمع.. وقد حاول حاخام يُدعى «إسرائيل هيجر» أن يثنيها عن شكوى المعتدي إلى السلطات الأمنية ونصحها بدلاً من ذلك أن تتقدم إلى محكمة دينية يهودية واستعداده لتقديم عشرين ألف دولار لها لعلاج ابنها لدى طبيب نفسي!! يتحدث الحاخام «نوخيم روزينبرج» الذي سأم من سلوك زملائه وأفراد مجتمعه المتشدد فيقول للجريدة إنه قام بمبادرة لمساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية فما كان من الجماعات الدينية إلا أن هاجمته وقاطعته. وقال: إن الزعماء الدينيين صاروا يحرضون الأطفال ضده ويأمرونهم بالذهاب إلى بيته والبصاق عليه وعلى أطفاله وزوجته!! وقصص أخرى غريبة كلها تعكس تعصب الجماعات الدينية اليهودية المتعصبة التي تُدعى Ultra- Orthodox Jews ممن يعتبرون الاستعانة بالسلطات الرسمية ضد أبناء ملتهم من اليهود خطيئة تفوق الاعتداء الجنسي.. وهم يرون أن من واجب «المعتدى عليه» أن يشتكي «المعتدي» إلى السلطات الدينية اليهودية فقط!! وقد ذكرت الجريدة أن عدد هؤلاء المتشددين في مدينة نيويورك وحدها يبلغ ربع مليون شخص!! أتساءل، وأنا أعرف الإجابة سلفاً، تُرى لو أن من يمارسون مثل هذا السلوك المغرق في تعصبه والمستند إلى قناعات ونصوص دينية تعود إلى آلاف السنين كانوا ينتسبون إلى أي جماعة دينية أخرى، وخصوصاً الإسلام، كيف سيكون رد الفعل في أمريكا؟! هل كان هذا السلوك سيُنسب إلى «أشخاص» بعينهم أم كان سيُنسب إلى «الدين» الذي ينتمي إليه هؤلاء الأشخاص؟ لا نحتاج إلى إجابة.. فهم يمزقون المصاحف كلما وقعت حادثة فردية من شخصٍ يوصف بأنه مسلم..!!