حينما أجرت إحدى أهم القنوات التلفزيونية حوار ما قبل الموت، مع الشاعر والكاتب محمد الماغوط، لم يعلّق أحد من المناضلين السياسيين السعوديين أو العرب على هذا الحوار، وكأن هذا القامة الإبداعية، التي كشفت مبكراً، كل البؤس السياسي في سوريا، لا تهم أحداً! وحينما وقف دريد لحام، المنتَج الأهم لمحمد الماغوط، مع بشار الأسد، في حربه ضد الإنسان السوري، بدأنا نكتب ونحلّل ونحرّم وننظّر، لكي نبدو أمام العالم، أننا مع السلم ضد الحرب، وأننا مع الحرية، ضد الاضطهاد! يا أصدقائي، قبل أن تتناولوا دريد لحام كظاهرة انتهازية، تناولوا أنفسكم! تعالوا لنكشف أوراقنا، نحن مع من، ضد من؟! دريد لحام محاصر بآلة قمع، هي الأخطر في العالم! بدون مبالغة، هي الأخطر في العالم! آلة تقتل أخاها وأمها وأباها! لا تطالب دريد لحام أن يكون معارضاً خارقاً، وأنت جالس في استراحتك الفارهة، تحتسي حول مسبحك البلوري، أفضل العصيرات الطازجة! دريد لحام، حينما لم نكن نعرف ما معنى الرفض، كان يرفض. وسط آلة قمع هي الأخطر، كان يرفض، ثم الآن نتحدث عن دريد لحام على أساس أنه انتهازي. هو انتهازي، أوكي! من منّا ليس انتهازياً!