نشهد اليوم المرحلة الأولى من تدشين المدن الجامعية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ويأتي هذا المشروع امتدادًا للرعاية الملكية التي يحظى بها المواطن السعودي في كل جوانب الحياة بشكل عام وما يناله قطاع التعليم العالي بشكل خاص. فلا يخفى على الجميع الازدهار والطفرة التي نعيشها في هذه الحقبة من الزمن وفي هذا العهد الميمون، وكل هذا بفضل من الله عز وجل ثم بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين أيده الله. إن ما نعيشه اليوم من طفرة شملت كل مجالات حياة المواطن بشكل عام والقطاع التعليمي بشكل خاص والذي له نصيبه من هذه الطفرة والتي رسمت بعناية فائقة كلوحة فنية تجلت أبرز ملامحها في انتشار رقعة الجامعات والتي غطت كل مناطق المملكة. فالسياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وإيمانه بضرورة هذا الانتشار والتوسع التعليمي كان له الدور البارز في الحد من الهجرة إلى المدن الرئيسية وتخفيف الحمل عنها. بالإضافة إلى الازدهار الذي عم المناطق المنشأة بها تلك الجامعات. فاليوم أصبح لدينا أكثر من أربع وعشرين جامعة حكومية بخلاف فروعها في جميع مناطق الوطن الغالي، بالإضافة إلى الجامعات والكليات الأهلية. وما كان لهذه الجامعات أن تظهر بهذا التوسع وهذه المنهجية إلا بحسن التخطيط والتدبير من خبير التعليم العالي معالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، والذي كرس جل وقته لخدمة التعليم العالي بشتى مجالاته. فلم يكتفِ بوضع الخطط الإستراتيجية لهذه المنجزات، بل ساهم وبشكل فعّال في رفع مستوى الجودة بهذه الجامعات عن طريق رئاسته لمجلس إدارة الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي التي كان من أهم أهدافها تقديم الدعم والمساندة لجميع مؤسسات التعليم فوق الثانوي لرفع مستوى الجودة بها وذلك لضمان مخرجات تعليمية بمواصفات عالمية تواكب هذه الطفرة النوعية في التعليم العالي. (*) أمين عام الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي