أوضح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري أن المملكة حققت على مدى السنوات الماضية بحمد الله وبفضل اهتمام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني نقلات نوعية وكمية متلاحقة في ميدان التعليم العالي. مشيراً معاليه إلى أن ثمار ذلك تجلت بشكل ملموس في النمو الكبير في عدد الجامعات والكليات وبالتالي التوسع في القبول بصورة تمكنت معه هذه الجامعات والكليات من استيعاب كافة المتقدمين لها، كما تجلت كذلك في وصول أعداد المبتعثين لأرقام غير مسبوقة وتبشر بمستقبل زاهر بإذن الله. جاء ذلك في تصريح لمعالي الدكتور العنقري بمناسبة اليوم الوطني للمملكة مشيراً إلى "أن قطاع التعليم العالي وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني حقق الكثير من الانجازات مثل افتتاح الجامعات بكافة مناطق المملكة وبمعظم المحافظات ذات الكثافة السكانية، حيث بلغت أعداد الجامعات الحكومية حتى الآن 24 جامعة و 8 جامعات أهلية. وعدد كبير من الكليات الحكومية والأهلية المنتشرة في مختلف المناطق والمحافظات وهو ما يمكن إدراجه ضمن المنجزات الكميه". و أما ما يخص الانجاز النوعي أوضح الوزير العنقري إن الوزارة اهتمت أشد الاهتمام بالجانب النوعي للتعليم من حيث الاهتمام بالجودة من خلال إنشاء (الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي) لاعتماد البرامج العلمية للجامعات، بناء على معايير عالمية بالإضافة إلى اعتماد البرامج من مؤسسات عالمية متخصصة. وفيما يتعلق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، بين العنقري أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجه قبل 4 سنوات بإطلاق برنامج ابتعاث خارجي شامل يشمل العديد من الدول المتقدمة علمياً، من الصين شرقا وحتى أمريكا غرباً،حيث بلغ عدد المبتعثين حتى الآن أكثر من 70 ألف مبتعث في الخارج ومع مرافقيهم يبلغ عددهم الإجمالي 120 ألف مبتعث ومرافق من المقيدين بسجلات الملحقيات الثقافية بالخارج. وبين وزير التعليم العالي أن البرنامج يقوم على التطوير الأكاديمي والمهني والثقافي للطلاب والطالبات عبر ابتعاثهم إلى أفضل الجامعات العالمية وأكثرها تقدماً، وذلك في مختلف دول العالم لمواصلة دراستهم في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والزمالة الطبية. وأكد على أن انتقاء تخصصات المبتعثين يأتي عبر بوابة حاجة المملكة للكوادر الوطنية المؤهلة في التخصصات الحيوية التي تتوافق مع حاجة سوق العمل، واحتياجات المناطق والمحافظات والجامعات والمدن الصناعية والاقتصادية، حيث يسعى البرنامج إلى تأهيل الشباب السعودي للقيام بدوره في التنمية في مختلف المجالات في القطاعين العام والخاص، ورفع مستوى الاحترافية المهنية وتطويرها لدى الكوادر السعودية. وأشار الوزير إلى اختيار الوزارة شعار " خير سفير لخير وطن" ليكون شعارا متميزا يتم غرسه في المبتعث منذ مغادرته المملكة، مؤكدا على أن وزارة التعليم العالي لا تنظر إلى الابتعاث على أنه امتداد علمي فقط بين طالب وجامعة، بل هو أيضاً امتداد ثقافي واجتماعي واقتصادي متبادل بين الثقافات العالمية. ولذا جاءت فكرة الأندية الطلابية التي من خلالها يتم عقد اللقاءات والاجتماعات، ومنها يتم نقل الثقافة الإسلامية والمناسبات الوطنية لشعوب الكرة الأرضية قاطبة. وأوضح الوزير قيام الوزارة بتنظيم تواصل ثقافي من نوع آخر، وذلك بإعداد برامج زيارات من قبل أساتذة الجامعات السعوديين المتميزين والمثقفين وأصحاب الفكر الوطني المتميز إلى الطلاب المغتربين في مقر ابتعاثهم بهدف تمتين ارتباطهم بوطنهم وتعزيز فهمهم لوسطية دينهم وتذكيرهم بواقع مجتمعهم وماضي أمتهم المتميز، وتقديم التوجيهات الدينية والأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الطالب المغترب، بالإضافة إلى أن لدى الوزارة زيارات مجدولة لمنسوبيها من المستشارين وأعضاء اللجان العلمية الخاصة ببرامج الابتعاث لزيارة الطلبة المبتعثين في مقار بعثاتهم لمتابعة أدائهم الأكاديمي وحل المشكلات التي تواجه الطلاب ومساعدتهم على مواجهة مصاعب الدراسة في الخارج ومساعدتهم وتوجيههم لما فيه نجاحهم وتميزهم. ونوه الوزير إلى أن "هذه نماذج من المنجزات التي حققتها الوزارة في الفترة الماضية وهناك المزيد من الانجازات التي نتوقع أن تتم خلال المرحلة القادمة" إن شاء الله. وحول مناسبة تدشين جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية قال وزير التعليم العالي "إن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية مشروع من مشاريع المستقبل، وصرح علمي رائد من صروح المعرفة، ويعكس بحق مدى الرؤية الثاقبة والحكيمة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين، فهي استثمار صائب وقيم في حقل المعرفة بأسلوب ريادي وحضاري فريد؛ فثماره وفوائده لا تنحصر في إطار محدود، وإنما تمتد لتخدم البشرية جمعاء من خلال توظيف العقول والبحوث العلمية كما ينبغي". واختتم وزير التعليم العالي تصريحه بقوله "إن إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في وقت قياسي، وتهيئة كافة سبل التفوق لها، وبالشكل الذي سوف يقفز بها إن شاء الله إلى موطن الصدارة بين الجامعات العالمية المعتبرة، يعد مفخرة لهذا الوطن المعطاء، ويمثل نجاحاً للإرادة القوية في الوصول إلى الأفضل بفضل الدعم اللامحدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله".