شهدت عدة مناطق سورية امس السبت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والمنشقين عن الجيش, فيما انشق عدد كبير من الجيش في عدة مناطق. وشنت القوات السورية عمليات عسكرية وحملة مداهمات واعتقالات في أنحاء البلاد, مما ادى الى مقتل 17 شخصا امس برصاص قوات بشار الأسد. وانشق امس اكثر من 250 جندي سوري عن الجيش بسبب القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري. يأتي ذلك عشية وصول الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين النرويجي، الى دمشق. ففي جنيف، اعلن احمد فوزي المتحدث باسم موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان مساء السبت ان روبرت مود «في طريقه الى دمشق وسيصل اليها غدا» _اليوم_الاحد. وقتل عشرة مقاتلين من المجموعات المنشقة في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في ريف دمشق، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى اشتباكات فجرا بين منشقين والقوات النظامية بالقرب من القصر الرئاسي في اللاذقية (غرب). وقال المرصد في بيان «استشهد ما لا يقل عن عشرة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اشتباكات تدور الآن مع القوات النظامية السورية في منطقة بخعة (القلمون) في ريف دمشق». وكان افاد في بيان قرابة الخامسة فجرا عن «اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة في قرية برج اسلام في محافظة اللاذقية التي يقع فيها القصر الرئاسي». وأوضحت الناشطة سيما نصار من اللاذقية في بريد الكتروني ان «مجموعة من الضباط والمجندين انشقت عن الجيش في قطعة عسكرية قرب القصر الجمهوري في قرية برج اسلام بعتادها واسلحتها، وان امرها انكشف عند خروجها من القطعة، فحصلت اشتباكات كبيرة بالأسلحة المتوسطة» بين الطرفين. وفي ريف حلب, اشتبك المنشقون مع قوات حفظ النظام في منطقة عفرين, ما اسفر عن مقتل ثلاثة عناصر واصابة اثنين آخرين ومقتل اثنين من المنشقين». وهاجم مقاتلو المعارضة يستقلون زوارق وحدة عسكرية سورية على شاطئ البحر المتوسط وان عددا من القتلى سقط من الجانبين بعد معركة بالاسلحة النارية, حسبما ذكرت الوكالة العربية السورية للانباء امس السبت. وقالت الوكالة «الاشتباك مع المجموعة المسلحة اسفر عن مقتل وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية فيما لم تتم معرفة واحصاء عدد القتلى من المنشقين نظرا لمهاجمتها للوحدة العسكرية من البحر ليلا.» من جهة اخرى, صادر الجيش اللبناني حمولة ثلاثة مستوعبات من الاسلحة كانت على متن باخرة قادمة من ليبيا ومخصصة للمعارضة السورية، تم اعتراضها وسوقها الى مرفأ سلعاتا في شمال لبنان، وفق ما افاد مصدرامني امس. واوضح المصدر ان الاسلحة تشمل «رشاشات ثقيلة ومتوسطة وقذائف مدفعية وقذائف وقاذفات ار بي جي وكميات من ال تي ان تي وذخائر». وقال مصدر امني آخر ان الباخرة التي كانت ترفع علم سيراليون حصلت قبل توقيفها ليل الخميس الجمعة على اذن بدخول مرفأ طرابلس في الشمال (18 كيلومترا من سلعاتا). الا ان الاجهزة الامنية اللبنانية كانت رصدتها قبل اربعة ايام وشككت بحمولتها، فاعترضها سلاح البحرية قبل توقفها في المرفأ واقتادها الى مرفأ سلعاتا حيث قام الجيش بتفتيشها. وعلى الصعيد السياسي, اعرب الاتحاد الاوروبي مساء الجمعة عن «بالغ قلقه» ازاء استمرار اعمال العنف في سوريا، حيث «من الواضح» ان الحكومة «لا تحترم التزاماتها» بسحب قواتها من المدن. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان «لدي قلق بالغ ازاء العنف المستمر في سوريا، ما يمثل انتهاكا لوقف اطلاق النار الذي كان من المفترض دخوله حيز التنفيذ في 12 ابريل وعلى رغم وجود مراقبي الاممالمتحدة». وكررت دعوة «كل الافرقاء الى الوقف الفوري لأي شكل من اشكال العنف» والحكومة الى احترام بنود خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان لانهاء الازمة.