دمشق، بيروت، موسكو - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - شن عدد من الصحف السورية حملة امس على الأممالمتحدة وأمينها العام بان كي مون على خلفية الاتهامات التي وجهها بان الى دمشق بعدم تطبيق التزاماتها بموجب خطة المبعوث الدولي - العربي كوفي انان. وجاءت الحملة في اليوم الذي وصل رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود الى دمشق. وتعتبر هذه الاتهامات الاولى بهذه الحدة منذ إعلان خطة انان التي أقرها مجلس الأمن الدولي بالإجماع وطالب كلاً من الحكومة والمعارضة باحترام بنودها. وكان يوم أمس شهد سلسلة انشقاقات أعلنها ضباط عن الجيش السوري وهجوماً من البحر قرب شاطئ اللاذقية هو الاول على موقع عسكري سوري قرب الشاطئ منذ بدء الانتفاضة. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان مسلحين كانوا يستقلون زوارق مطاطية هاجموا وحدة عسكرية على شاطئ البحر المتوسط شمال اللاذقية فتصدت الوحدة لهم واشتبكت معهم و «اجبرتهم على الفرار» بعد مقتل وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية والمجموعة المسلحة. وقالت «سانا» انه «لم تتم معرفة واحصاء عدد القتلى من المجموعة الارهابية نظراً الى مهاجمتها للوحدة العسكرية من البحر ليلاً». ولم تذكر الوكالة جنسيات المهاجمين. وتتهم الحكومة السورية باستمرار تركيا التي تستضيف قيادة «الجيش السوري الحر» بالسماح بتدفق الأسلحة والاموال الى المعارضين السوريين. وأفاد المركز الإعلامي السوري بأن انشقاقات كبيرة حصلت في الوحدات العسكرية القريبة من القصر الجمهوري في اللاذقية، حيث سمع دوي انفجارات كبيرة. وقالت الناطقة باسم المركز سيما ملكي إن نحو ثلاثين عسكرياً انشقوا عن كتيبة الدفاع قرب القصر الجمهوري في اللاذقية، وأضافت أن هؤلاء انشقوا سابقاً، لكن لم يعلن عن ذلك إلا الآن. ويشير التفجير الانتحاري الذي وقع في وسط دمشق اول امس الجمعة وفق مراقبين الى أن المسلحين المعارضين ربما غيروا تكتيكاتهم وبدأوا حملة تفجيرات موجهة الى مركز سلطة النظام في قلب العاصمة. وقال ناشط في العاصمة يستخدم اسم مار رام «هذا العمل يتسارع ويبدو ان المعارضين وقوات النظام بدأوا يخوضون قتالاً في دمشق أيضاً». وفي اطار الحملة على الاممالمتحدة وامينها العام كتبت صحيفة «تشرين» الحكومية في افتتاحيتها امس «أن يتجنب مثلاً الأمين العام للأمم المتحدة أخيراً الحديث عن انتهاكات المجموعات المسلحة ويركز تصويبه المفضوح على سورية كما هي العادة، فهو كمن يشجع هذه المجموعات على الاستمرار بارتكاب المزيد من الجرائم والأعمال الارهابية التي يدفع ثمنها في نهاية المطاف المواطن السوري من حياته ودمه وأمنه». وقالت صحيفة «الثورة»: «يستطيع السيد كوفي انان ان يفاخر بتقارير مراقبيه، وبامكان بان كي مون ان يقول ما يشاء، ان يركّب الاتهامات كيفما طلب منه... لكن هل احترم ومعه أنان وعودهما ووفيا بالتزاماتهما؟». وأضافت «لماذا لم يطلبا سحب هؤلاء الارهابيين؟ لماذا لم يشيرا الى وجودهم... الى دورهم... الى الداعمين لهم... الى مموليهم... والى القتلة الذين صنعوهم وسمحوا لهم بالتسلل الى شوارعنا، وبالوجود بيننا؟». وردت روسيا بطريقة غير مباشرة على الاتهامات الدولية لدمشق بعد احترام خطة كوفي انان فاعتبرت ان على سورية التصدي ل «الارهابيين بحزم»، وقالت وزارة الخارجية الروسية «نحن مقتنعون بوجوب التصدي بحزم للارهابيين الذين يتحركون في سورية، وعلى جميع الفاعلين داخل (البلاد) وخارجها ان يمنعوهم من الحصول على الدعم الذي يريدونه». وأضاف البيان «نحن قلقون خصوصاً لمحاولات المعارضة السورية العمل على مزيد من تدهور الوضع في البلاد والحض على العنف الذي يتسبب بقتل مدنيين ابرياء». ميدانياً أفادت لجان التنسيق عن إطلاق نار من الحواجز الأمنية ومن القناصة المتمركزين على مجمع الخدمات ومستشفى تشرين في برزة بدمشق. كما سُمع دوّي 3 انفجارات ضخمة في المعضمية بريف دمشق، من جهة المزارع تلتها أصوات إطلاق نار، كما وقعت انفجارات عدة في داريا بريف دمشق. وشهد يوم امس مواجهات واسعة بين عناصر الجيش النظامي ومنشقين في مختلف المناطق السورية. ففي ريف دمشق قتل عشرة منشقين في اشتباكات مع القوات النظامية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضاً الى اشتباكات فجراً بين منشقين والقوات النظامية بالقرب من القصر الرئاسي في اللاذقية، واشتباكات اخرى بعد الظهر في الطريق بين بلدتي كنصفرة وكقرعويد في جبل الزاوية في محافظة ادلب. وقال المرصد انه في الليلة السابقة قتل خمسة من قوات الامن في انفجار استهدف عربتين قرب دمشق. وقالت ناشطة من اللاذقية في بريد الكتروني ان «مجموعة من الضباط والمجندين انشقت عن الجيش في قطعة عسكرية قرب القصر الجمهوري في قرية برج اسلام بعتادها واسلحتها، وان امرها انكشف عند خروجها من القطعة، فحصلت اشتباكات كبيرة بالأسلحة المتوسطة» بين الطرفين.