في العقد الأخير جرت سلسلة من عمليات الاغتيال ومحاولات قتل القادة السياسيين في لبنان، وكان هناك عامل مشترك واحد تقريبًا في كل تلك المؤامرات هو أن الأشخاص الذين تهددت حياتهم بالخطر أو قتلوا كانوا ضد الأسد، وكما يعتقد الجميع في لبنان، فإن سوريا هي التي وراء تلك الموجة من العنف أو متورطة فيها. لقد تم اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بشاحنة مفخخة في فبراير 2005، وفي يونيو اغتيل أيضًا الصحفي البارز سمير قصير من صحيفة النهار اللبنانية، بعد أن تم وضع قنبلة في سيارته، وفي ديسمبر 2005 قتل جبران تويني، ناشر جريدة النهار، وهو عضو مسيحي بالبرلمان ومن أشد منتقدي الأسد، وقتل أيضًا بسيارة مفخخة تم تفجيرها بجهاز تحكم عن بعد. وفي يونيو 2006 تم اغتيال عضو الحكومة المسيحي ومن أكبر منتقدي سوريا أيضًا بيير الجميل، وهو واحد من كبريات العائلات المارونية في البلاد، وفي يونيو 2007 تم قتل وليد عيدو بسيارة مفخخة أيضًا، وهو سني تابع لحركة 14 آذار التي يقودها الحريري ومن منتقدي سوريا أيضًا. وفي سبتمبر 2007 أدى انفجار سيارة إلى قتل أنطوان غانم عضو البرلمان المسيحي وعدو سوريا أيضًا. وفي ديسمبر 2007 قتل في سيارة مفخخة أيضاً الجنرال فرانسوا الحاج، المسيحي الذي كان ثاني أكبر ضابط بالجيش اللبناني، وقد كان الاتجاه واضحًا للغاية، وهو أن الجميع كانوا من اللبنانيين المعارضين للخطط السورية للهيمنة على لبنان. تلك هي قائمة عمليات الاغتيال الناجحة، ولكن هناك قائمة بالعمليات الفاشلة أيضًا، فقد انفجرت سيارة مفخخة في أكتوبر 2004 وأدت إلى إصابات بالغة في مروان حمادة وقتلت سائقه، وحمادة كان عضواً بالبرلمان ووزيراً سابقا بالحكومة، وكان معروفاً عنه انتقاداته الشديدة للنفوذ السوري وهو من أتباع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، كما أفادت تقارير صحفية في مارس أن سوريا تحاول الآن أن ترتب عملية اغتيال جنبلاط. ففي سبتمبر 2005 أدى انفجار سيارة مفخخة إلى إحداث إصابات جسيمة في مي شدياق، الصحفية المسيحية التي كانت من أشد معارضي الهيمنة السورية في لبنان. تلك ليست القائمة الكاملة، ولكنها فقط للتذكير تزامنًا مع محاولة اغتيال سمير جعجع القائد المسيحي الذي ربما يعتبر أشرس خصوم الأسد. مع تزايد الضغوط على الأسد في أوائل العقد الماضي تحول الأسد إلى تصفية القادة اللبنانيين. وتحت الضغوط الراهنة أيضًا فإن الرصاصات التي أطلقت على جعجع ربما تكون علامة على أن الأسد بدأ يتحول ثانية إلى ممارساته السابقة، فجعجع الآن يعلم جيدًا كيف يستطيع حماية نفسه، ونحن نتمنى له حظًا جيدًا في الإفلات من المزيد من محاولات قتله، إلا أن تلك المحاولة تذكرنا بالتاريخ الدموي لبشار الأسد والحاجة الماسة إلى إنهاء حكمه. * موقع (مجلس العلاقات الخارجية)