ذبح الطاغية السوري بشار الأسد العشرات من المواطنين الأبرياء، ففي مدينة حمص التي قصفها واحتلها جنود وعصابات النظام، ارتكبت هناك مذبحة مروعة ضد الرجال، ولم يسلم منهم حتى الأطفال الصغار. طبقًا لشهود عيان، قام الجنود بفصل رقبة فتى يبلغ من العمر 12 عامًا، أضف ذلك إلى الآلاف من الحوادث المروعة الأخرى، والتي منها ليس فقط ذبح ولكن التعذيب في أبشع صورة مثل اغتصاب الأطفال أمام آبائهم.ذلك الذبح، الذي حصد حتى الآن 10.000 نفس، سوف يستمر، لأن النظام السوري لديه أصدقاء مثل إيران وروسيا والصين. ولكن ما الذي يجب فعله؟ دول مثل تركيا حاولت واستنفدت كافة الجهود الدبلوماسية لإقناع النظام بوقف قتل شعبه، وقد ثبت أن الإدانات والعقوبات غير فاعلة، وفي الوقت ذاته، فإن المعارضة السورية، بما في ذلك الجيش السوري الحر البطل، أثبت أنه شجاع بصورة كافية لمجرد بقائه مقاومًا. لذا، فإذا لم يتغير الوضع العسكري، فإن الذبح سوف يستمر، وبحسب وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، فإن سوريا سوف تصبح مثل يوغوسلافيا السابقة ولتي قام فيها جيش الدولة (آنذاك الجيش الصربي) بشن مذابح ضد كافة السكان (من أهل البوسنة وكوسوفا). لذا فإننا من المؤكد يجب أن نفعل شيئًا لتغيير الوضع العسكري، وهناك طريقتان لفعل ذلك: الأولى تسليح المعارضة، وأنا أؤيد ذلك الخيار وبكافة الوسائل، فالمعارضة قد تم إمدادها بالفعل ببعض الأسلحة الخفيفة من مختلف الدول، ولكن من المؤكد أنه يجب إعطاؤهم المزيد، مثل الأسلحة المضادة للدبابات. ولكن ذلك لن يحل المشكلة، فإن ذلك ربما يحول مذابح الدولة إلى حرب أهلية. لذلك نحن بحاجة إلى طريقة أخرى أيضًا، وهي شن ضربات جوية ضد النظام، وبخاصة التجهيزات العسكرية، بما في ذلك الوحدات التي تقوم بمحاصرة المدن مثل حمص، على غرار الضربات الجوية ضد قوات ميليسوفيتش في يوغوسلافيا أو قوات معمر القذافي في ليبيا. أنا أعلم أن الوضع في سوريا أكثر تعقيدًا من ليبيا، لأن البلاد ليست مقسمة بوضوح بين «الحكومة» و»الثوار»، لذلك فإن خيار القصف الانتقائي ضد العمود الفقري لجيش واستخبارات النظام يمكن أن يكون فاعلاً. كمواطن تركي، فإنني أحب أن أرى بلادي تلعب دورًا في ذلك، وأن تتخذ إجراءات عسكرية ضد النظام السوري من أجل أن تنقذ الشعب الأعزل، ولكن ذلك ليس خيارًا واقعيًا، فحقيقة أننا جيران يجبر تركيا على أن تكون حذرة، فيجب علينا أن نتجنب الصراع الذي يمكن أن يؤذينا. ولكن هناك دولة أخرى، وهي بعيدة جدًا لدرجة تجعلها آمنة، كما أنها قوية بصورة كافية للتحرك: الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولكن للأسف فإن الولاياتالمتحدة حتى الآن نأت بنفسها عن ذلك الخيار، ولكن السيناتور جون ماكين اتخذ خطوة جريئة عندما قال بوضوح أن «الولاياتالمتحدة يجب أن تقصف سوريا»، وأضاف أن الطريقة الواقعية الوحيدة لوقف قوات الأسد هي القوة الجوية الأجنبية، والولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن تفعل ذلك. فالقوة الجوية الأمريكية يجب أن «تحبط الدفاعات الأرضية للخصم على الأقل في أجزاء من البلاد، وذلك من أجل إنشاء ملاذات آمنة تستطيع فيها قوات المعارضة أن تتجمع وتخطط لنشاطاتها السياسية والعسكرية ضد الأسد». والسيناتور ماكين على حق، وأنا أدعمه في هذه القضية، أما هؤلاء الذين سيقولون لنا أنه مخطئ فيجب عليهم أن يفعلوا شيئًا آخر غير الصياح والشكوى من «الإمبريالية الأمريكية» لأننا لا نتحدث عن احتلال هنا، فيجب عليهم حينئذ أن يخبرونا إذا كان لديهم أية أفكار أخرى بشأن كيفية إنهاء تلك المذابح في سوريا. *(حرييت) التركية