قبل يومين يندر أن تجد (جنينة) أو (شاطئا) في مصر يخلو من (لمة) الأهل والأصدقاء، وهم يفرشون السفر للأكل محتفلين (بشم النسيم) المناسبة السنوية التي يقدرها الملايين هناك..!. عندما تتحدث عن (شم النسيم) فإن الفسيخ والرنجا وكل أنواع الأسماك المُملحة التي يمكن أن تتخيلها ستكون حاضرة، بالإضافة إلى البيض الملون والعديد من الأكلات الشعبية الأخرى التي يتقاسمها (الشمّيمة)..!. إلا أن الغريب أن تلك الحدائق والشواطئ والمتنزهات تحافظ على حالها ومستواها من النظافة مثل ما كانت قبل يوم (شم النسيم) ولن تعاني كثيراً من ملايين الأكيلة (المُلتهمين للفسيخ وما شابهه)، مما يطرح تساؤلا ًهل هي الثقافة؟! أم كثرة عمال النظافة؟!. بالمقارنة مع منتزهاتنا وحدائقنا التي (تخلو من الفسيخ) ولا تطأها (ملايين الأقدام)، وليس هناك موعد سنوي وجماعي للخروج إليها، فإن الفرق واضح ومحزن ليس (للمناظر وحدها) نتيجة قلة المزروعات والمسطحات الخضراء التي تحسن الجو بالفعل، بل وحتى مستوى النظافة العامة للجدران والممرات ومتابعة (دورات المياه) أكرمكم الله وتوفر الماء فيها، إضافة إلى نوعية المحتويات من الألعاب والمراجيح المصممة من إطارات السيارات، وقلة الصيانة من الشركات المتعاقدة مع ضعف مراقبتها..! بالأمس ولكوني مُصنفا من (الأزواج الهاربين والكادحين ) الذين يقضون ثلاثة أرباع أوقاتهم (خارج المنزل ) لطلب الرزق، والربع الأخير في النوم على اعتبار أنه عبادة، فقد كنت ضحية عملية (اختطاف) ومكيدة رسمت لها (ابنتاي هلا وعلا)، اللتان أوهمتاني بتواطؤ من (أمهما) بأننا سنخرج إلى حديقة غناء على طريق الملك فهد، لنشم شويت (هواء عليل)، ويا لله من فضلك تنظر يمين ترى (الفيصلية) تنظر يسار تشوف (المملكة) في أجواء ربيعية ووسط المسطحات الخضراء..!. بمجرد وصولنا تفاجأت بأن الإخوة العرب (يحتلون المكان) بشكل أكبر، وليس هناك إلا القليل من السعوديين، فقلت في نفسي : الله.. فين الفسيخ يا وليه؟! وأنا أرمق بقايا (عظام الدجاج المظبي)، وأكياس الرز، والمشروبات الغازية مرمية هنا وهناك.. وكنت ألاحظ أن الجماعة تطبعوا.. وصاروا يقومون تاركين بقايا الأكل والمخلفات مثل البعض.. مع غياب تام لعمال النظافة، وحضور لافت (للقطط ) المستفيد الأكبر من حدائقنا..؟!. يجب على (الأمانة والبلديات) معالجة الوضع خصوصاً مع النجاحات الأخيرة التطور الكبير للمنتزهات في (أطراف المدينة )، أنا لا أبالغ فقط قوموا بزيارة لأقرب حديقة وسترون..!!. نريدها متنفسا يا جماعة، مو اللي على اليمين (يشوي دجاج) واللي على اليسار (يعاقر شيشة ) وأنت جالس على (تراب)، وأطفالك يلاحقون قطاوه..!. إنها (شمة غبار) بدون فسيخ..!. وعلى دروب الخير نلتقي.