لقد كثرت البرامج التي تعرض في القنوات الفضائية يستضاف فيها مجموعة من المعبرين «المبهرين» الذين تتباين مستوياتهم في التعبير وتفسير الرؤى، فمنهم المجيد الملهم الذي فتح الله عليه وهم قلة قليلة والجيد منهم في الغالب لا يظهر في الإذاعة ولا القنوات الفضائية ومنهم راغبي الشهرة الذين يلتمسون الشفاعات من أجل الظهور في الفضائيات أو في مقابلات الصحف والمجلات وبوقفة سريعة مع النماذج السابقة نجد أن حال المعبرين الذي أشرت إليهم من «المتطفلين» يقدمون للناس وهماً ومرضاً وشكاً في أنفسهم وفي الآخرين، فتارة بإيهامهم بأنهم تعرضوا للسحر وللمس وللعين وتارة في التشكيك بالأزواج أو الزوجات مما يحدث الفرقة والشقاق والطلاق ومنهم من يبني لهم أوهاماً وأحلاماً بأن السماء ستمطر عليهم ذهباً بين عشية وضحاها. ولقد قلت مراراً بأن سوق الرؤى والرقى صارت مجالاً للثراء والشهرة وانتشار بعض الدجالين الذين لا تبرأ بهم الذمة ولا يؤمّنون على مال أو عرض وقلت مراراً ما قاله السلف إن الرؤيا الصادقة من الله تعالى وأن التصديق بها حق ولا ينبغي أن تعبر إلا من أهل العلم العارفين بالتأويل وأنه لا ينكر الرؤيا إلا أهل الإلحاد من قدامى ومحدثين وقد ورد في القرآن الكريم عن الرؤى والأحلام ما يقطع الجدال وقد روي في السيرة النبوية ما يزيد عن ثلاثين حديثاً بشأن الرؤيا الصالحة وعلى مر العصور اشتهر عدد من السلف بتأويل الرؤى وتفسيرها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر يسأل أصحابه مَنْ رأى منكم رؤيا البارحة. أقول هذا لأبين لكم ما ابتلينا به في هذا المجال وأعلم أن هذا الموضوع سيثير البعض وكلما تناولت موضوعاً في الرؤى والرقي في هذه الزاوية أو قمت باستضافة المختصين إلا وأجد من الرسائل والاتصالات ما لا يمكن إحصاؤها عقب استضافة أحد الرقاة وتلقي العديد من الاتصالات يرغبون في تزويدهم برقم الراقي للعلاج، ومثل هذه الحالة عندما تتم استضافة أحد معبري الرؤى وإذا كان هناك من المشايخ الأفاضل من وفقهم الله في مجال الرؤى والرقى فهناك أضعاف مضاعفة ممن امتهنوا هذا العمل وصار مصدر رزق لهم ومن أجل مضاعفة الدخل بالتهويل والتزويق واصطناع المواقف باتصالات هاتفية وهمية بينهم وبين بعض أعوانهم مما يضاعف من رغبة الناس بالاتصال بهم ولفت الأنظار إليهم مستغلين ظروف الناس وسذاجة الكثيرين منهم خاصة من النساء.. فحسبنا الله ونعم الوكيل.